بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
بن يوسف رياحي | ||||
الرياحى | ||||
الصقر | ||||
انورالرياحي11 | ||||
فيتوري ارياحي | ||||
عابرسبيل | ||||
الزبير الرياحى | ||||
المغرب العربي | ||||
صلاح الرياحى | ||||
سفينه الصحراء |
كسب المال مع AlertPay
معلومات عن بلدة سوكنة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معلومات عن بلدة سوكنة
شكلت واحة سوكنة مع هون ، وودَّان وزلة، والفقها حيزاً جغرافياً يعرف بمنخفض الجفرة ، حيث تقع سوكنة على دائرة عرض 44َ 40َ 92ْ شمالاً وخط طول 03َ 84َ 51ْ شرقا ً وترتفع عن مستوي سطح البحر بنحو 315 متراً . وتمتد المدينة مع الواحات المجاورة لها على خط طولي من الشمال الي الجنوب يقدر طوله بحوالي 60 كيلوا متر، يبدأ من ودّان شمالاً ، ومنتهياً بواحة سوكنة جنوباً ، ولهذا يمكن القول بأن تلك الواحات تقع في إطار منخفض واحد بالرغم من انحراف سوكنة في اتجاه الجنوب الغربي قليلاً. وتعتبر سوكنة البوابة الجنوبية لواحات منخفض الجفرة وتقع في سهل فسيح يمتد صوب الشرق ويبلغ إجمالي مساحتها حوالي ( 2000 ) كم2 تقريبا
أما بالنسبة لتخوم سوكنة ، فهي واقعة في جنوبي مدينة سرت شأنها شأن الواحات المجاورة لهاعلى مسافة تقدر بـ 280كم ، وكذلك واقعة في الجنوب الشرقي لمدينة طرابلس بمسافة تقرب من 769 كم وتقع أيضا في اتجاه الشمال الشرقي لمدينة مرزق بمسافة تقدر بـ 380كم، أما من ناحية الشمال تحدها جبال ودّان وهون والمشرق والتي تعتبر حدوداً طبيعية لها ومن الغرب تحدها الحمادة الحمراء والكثبان الرملية ، التي شكلت حماية طبيعية لها ومن الجنوب مرتفعات السوداء
ويذكر الحشائشي أن من بين ودّان وسوكنة مرحلة ثم تأتي هون شرقي هذه الواحة(12)فخلال رحلة الحشائشي قدّر المسافة الواقعة بينسوكنة وطرابلس ، وذكرها بان المسافة تكون12 يوماً سيراً بالقافلة النشيطة ، وبالإضافة بأنها تبعد عن أبو نجيم بأربعة مراحل ، وعن بنى وليد ثمانية مراحل سيراً بالقافلة.
ومن المعروف بأن مناخ واحات الجفرة شكل عام مناخ صحراوي حيت ترتفع درجات الحرارة ويسود الجفاف في فصل الصيف ، وتنخفضً الحرارة في فصل الشتاءويبلغ متوسط دراجات الحرارة السنوية تقدر بـ 30 درجة دراجات الحرارة
من جهة أخرى فان كميات الأمطار الموسمية على تلك المنطقة قليلة ، وفي الغالب لا تسقط إلا نادراً وإذا سقطت فأنها تسبب سيولاً وانزلاقات أرضية في نطاق الأودية الموجودة بتلك المنطقة ،ولعله من الجدير بالذكر أن بعض الوديان تشير إلى أماكن نزوح بعض السكان إليها كمرتفعات ( الحرة ) التي تشير إلى حرة بني هلال في الحجاز وهي مرتفعات سوداء كمثيلتها الحجازية وكذلك وادي ( زمام ) الذي يشير حسب البحوث إلى القائد الرياحي ( مسعود بن زمام ) وبوديانها ما يعرف بقبر (حمد الهلايلي ) أما الرياح السائدة في سوكنة فهي الرياح التجارية الجافة والرياح الجنوبية الشرقية بالإضافة إلى رياح القبلي الجنوبية الساخنة التي تهب في نهاية فصل الربيع واؤائل الصيف .
أما أراضي سوكنة فيغلب عليها الطابع الصحراوي الجاف إلا أن أجزاء منها تشكل مناطق زراعية مروية محدودة المساحة والتي يرجع تواجدها إلي توفر مياه الآبار السطحية والعيون الجارية ، كما تغطي الكثبان والترب الرملية مساحات شاسعة من الواحة.
والجدير بالذكر أن تربة المنطقة رملية تختلط أحيانا بتكوينات كلسية أو تغطيها التكوينات الحصويةوفي الغالب يكون تحتها طبقة صخرية صلبة خاصة عندما تقع في السهول الحصوية .
اشتهرت سوكنة بأشجار النخيل التي تنموا بكثافة في تلك الواحة بالنظر إلي قرب المياه الجوفية ، مما ساعدا سكانها الاهتمام بزراعة النخيل ، وقد ذكر الإدريسي في هذا الصدد " وأما أرضي ودّان فإنها جزائر نخل متصلة بين غرب وشمال إلى ناحية البحر....." ، ونفهم من ذلك وجود إعداد كبيرة من أشجار النخيل في واحات الجفرة ، وأن سوكنة من بين هذه الواحات تميزت بأجود أنواع التمور وفقاً لما قاله الرحالة الأوربيون ( دنهام ـ كلابرتون ـ واودني ،رولفس ) علي سبيل المثال
وبطبيعة الحال فقد تأقلم سكان سوكنة بظروف الواحة وتميزوا بالصناعات السعفية من جريد النخيل لحفظ التمور من التلف ، والأتربة ، إلى جانب هذا قاموا بتعبئة التمور في الأدوات السعفية وكبسها ، والتي كان المرتحلون وتجار القوافل ينقلونها معهم كأحد الوجبات الرئيسية في غذائهم.
إضافة إلي اهتمامهم بأشجار النخيل فقد مارس سكان هذه الواحة ببعض المزروعات المحصولية للاكتفاء الذاتي، مثل زراعة الشعير ، والقمح ، والذرة ، والقصب وبالإضافة إلى الخضراوات الصيفية مثل الطماطم والفلفل والبصل والثوم والبقوليات ، والبطيخ والدلاع ، وغيرها من المزروعات التي يزرعونها سكان سوكنة
نشأة مدينة سوكنة:
سوكنة ربما أشتق هذا الاسم من السكون أو سكنى بمعنى استقر أو ربما يرجع أصل هذه التسمية إلى السكان الرَّحل اللذين يتخذونها مكان لسكناهَم خلال فترات الجفاف أو جني محصول التمور ، ويزعمون بأنها ملاذ للمسافرين والغرباء وتستقيل بكل ترحاب كل من يأتيها إلا إننا نفتقر إلى نص تاريخي يحدد فيها جذور التسمية ، وما هذه إلا أراء افتراضية تهدف إلي الوصول إلى الصواب ، ويرجح بأن لفظ سوكنة أطلقه سكان البدو عليها نظراً لترددهم عليها .
أما نشأة المدينة فلم نصل من خلال المصادر والمراجع التاريخية المتاحة الوصول إلى تحديد الفترة الزمنية لتأسيسها والمتداول في تلك المراجع أنها مدينة قديمة وتدخل في إطار واحات الجفرة.
وهناك إشارة من الإدريسي بأن واحات ودّان هي أكثر الأراضي التي شيدت فيها المباني ، والقصور ، إلى درجة بقاء الملك فيها متوارثاً.
إلا أن حسن الوزان يصف المنطقة بطريقته على عكس الإدريسي إذ يقول" ودّان قرية في صحراء نوميديا .... يسكنها قوم خشنون فقراء لا ينبت فيها غير قليل من التمر، ولا موارد للسكان ...ولون بشرتهم أقرب إلى السواد منه إلى البياض "
هناك نص أورده رولفس عن الجبال السوداء التي على سفوحها تقوم سوكنة من الجنوب ذاكراً بان الرومان هم الذين جاؤا لتك المكان في الوقت ذاته ، إن بلينوس الروماني قد وصف تلك الجبال وأطلق عليها اسم "أتر "
وذكر الحميري بأنها تابعة لإقليم برقة وترى إحدى الروايات بأنها من ضمن واحات الجفرة وفي اغلب الأحيان كانت تتبع إقليم فزان في العهد القديم ، ولا تصل فزان ـ وهي أخر منطقة كبيرة ، يكثر فيها السكان ، وبها قصور وقرى كبيرة ، وهي عامرة بتجار والناس ، فمنهم الأغنياء يملكون النخيل ، والأموال إلا من الناحية الإدارية.
وهكذا بقيت سوكنة على ماهي عليه في كونها ذات حكم وراثي حتى إلى أن جاءها الفتح الإسلامي لفتحها ونشر الدين الإسلامي في هذه البقاع ففتحت هذه المدينة على يد القائد بسر بن أبي أرطاة خلال عام 23هـ وتركها إلى أن نقض أهلها العهد المبرم بينهم ، وبقوا على حالهم حتى إلى أن جاهم عقبة بن نافع الفهري سنة 24هـ وفتحها عنوة و فرض عليها كما على الواحات الأخرى ، وبالتالي دخلت سوكنة في الحضيرة الإسلاميةوعندما جاءها الفاتحون كانت تابعة لواحات ودّان التي تدير شؤنها
أن موقع مدينة سوكنة الوسط له بالغ الأهمية بالنسبة لحركة طرق القوافل التجارية في العهود القديمة ، والحديثة، حيث تعتبر همزة وصل بين المدن ، ومناطق الساحلية بمدن ووحات الصحراوية الجنوبية
وبحكم موقع هذه الواحة الصغيرة مكنها أن تكون مركزا مهما متمثله في الأتي:-
أولا: فهي منطقة تتوقف عندها رحلات القوافل التجارية المتجهة شمالا أو جنوبا ، وبها تستريح القوافل من تعب الطريق .
ثانيا: أضفت عليها صفة الآمان والطمأنينة، والتي غدة مقصد لكل رحلات القوافل، وملجأ لكل شارد ووارد، للمكوث فيها، ومنها يتزودون بالماء، والمؤن، والبضائع حتى تمكنهم من سد قوتهم في الطريق
ثالثا : ساهم سكانها في تأجير إبلهم لرجال القوافل، وبالإضافة مدهم بالأدلاء، والأسلحة، وغيرها من الأدوات التي تمكنهم من مواصلة المشوار.
رابعا : كانت مركزا تجاريا صغيرا يتم فيها التبادل التجاري بين السكان المحليين وتجار القوافل ، والشراء مع تجار، وسكان سوكنه، أو يتم شرائها من قبل تجار سوكنة ونقلها لمدن السواحل
كذلك كانت على خط طرابلس بورنو تشاد، الذي يعرف بنشاطه وحركته المتواصلة، ولأمن طريقها، وقصر المسافة
كما أسهمت في تفعيل حركة القوافل التجارية من بلاد السودان الصحراوية إلي طرابلس، وبرقة، ومنها إلي أسواق أوروبا وبالعكس
وتتضح لنا من خلال طرق القوافل إنها لم تقتصر على وقوعها في منتصف طريق طرابلس تشاد فحسب، بل ربطت الطريق الشرق بالغرب، والمتمثلة في رحلات الحج والتجارة من بلاد المغرب، إلي طرابلس ثم تصل إلي سوكنه، والواحات الشرقية، وتتجه صوب مصر قاصدة بيت الله الحرام
وعلى الرغم من صغر المساحة الزراعية إلا إنها ساهمت بمحاصيلها ولا سيما التمور التي تنتجها بتمويل القوافل ، وذلك بالمقايضة أو الشراء مع تجار القوافل التي ترسوا في سوكنه
احتضنت سوكنه الكثير من السكان الجدد فمنهم عرباوهم في غالبيتهم من قبيلة (رياح) الهلالية العربية وسوكنة في الواقع قاعدة قبيلة رياح في ليبيا، وبها بقية من(البربر) وزنوجا، وغيرهم، وتأقلموا بأجوائهاناهيك عن استقبال الكثير من المهاجرين من الواحات المجاورة مثلا كأوجلة أولئك الذين تعرضوا إلي هجوم من قبل قوات عثمان الساقزلي وبتالي اضطروا إلي النزوح إلي سوكنه
ومن جهة أخرى اشتهرت سوكنه بأنواع من الإبل، وخاصة المهري أو المهاري السريع، والماعز، والنعام* الذي يتم اصطياده من سوكنه كانت لها أثر في حركة تجارة القوافل، والتي تنقل إلي أماكن أخرى
وبتالي يمكننا إعطاء شرحا مبسط حول الطريق التجاري المعروف بوسط الإيالة الطرابلسية، وهو طريق طرابلس أتشاد.
في الفترة القديمة يعرف بطريق الجرامنت أو بطريق برنوح بورنوا. والتي تبدأ من مركز الإيالة بطرابلس، وتتجه إلي ترهونةثم إلي وادي بنى وليد، وتسير صوب أبونجيم، وتصل بعد ذلك إلي سوكنه، مركز الاستراحة والأمان، وبالتالي تنطلق إلي بئر القطيفة، وصولا إلي أم العبيد، والزيغن، وسمنو، وسبها ، وتصل إلي مركز الاستراحة الثاني وهو مرزق ثم إلي مستوتة، و القطرون، وتجرهي، وثم تصل إلي خرقة الواعر، وإلي زاهاية، وتصل بلاد التبو، ميرآدم، ودامرقوا وبتالي تصل إلي المحطة الأخيرة، وهي بورنوا نيجيريا.
صورٍ مدينة سوكنة ،،//
التوقيع
أما بالنسبة لتخوم سوكنة ، فهي واقعة في جنوبي مدينة سرت شأنها شأن الواحات المجاورة لهاعلى مسافة تقدر بـ 280كم ، وكذلك واقعة في الجنوب الشرقي لمدينة طرابلس بمسافة تقرب من 769 كم وتقع أيضا في اتجاه الشمال الشرقي لمدينة مرزق بمسافة تقدر بـ 380كم، أما من ناحية الشمال تحدها جبال ودّان وهون والمشرق والتي تعتبر حدوداً طبيعية لها ومن الغرب تحدها الحمادة الحمراء والكثبان الرملية ، التي شكلت حماية طبيعية لها ومن الجنوب مرتفعات السوداء
ويذكر الحشائشي أن من بين ودّان وسوكنة مرحلة ثم تأتي هون شرقي هذه الواحة(12)فخلال رحلة الحشائشي قدّر المسافة الواقعة بينسوكنة وطرابلس ، وذكرها بان المسافة تكون12 يوماً سيراً بالقافلة النشيطة ، وبالإضافة بأنها تبعد عن أبو نجيم بأربعة مراحل ، وعن بنى وليد ثمانية مراحل سيراً بالقافلة.
ومن المعروف بأن مناخ واحات الجفرة شكل عام مناخ صحراوي حيت ترتفع درجات الحرارة ويسود الجفاف في فصل الصيف ، وتنخفضً الحرارة في فصل الشتاءويبلغ متوسط دراجات الحرارة السنوية تقدر بـ 30 درجة دراجات الحرارة
من جهة أخرى فان كميات الأمطار الموسمية على تلك المنطقة قليلة ، وفي الغالب لا تسقط إلا نادراً وإذا سقطت فأنها تسبب سيولاً وانزلاقات أرضية في نطاق الأودية الموجودة بتلك المنطقة ،ولعله من الجدير بالذكر أن بعض الوديان تشير إلى أماكن نزوح بعض السكان إليها كمرتفعات ( الحرة ) التي تشير إلى حرة بني هلال في الحجاز وهي مرتفعات سوداء كمثيلتها الحجازية وكذلك وادي ( زمام ) الذي يشير حسب البحوث إلى القائد الرياحي ( مسعود بن زمام ) وبوديانها ما يعرف بقبر (حمد الهلايلي ) أما الرياح السائدة في سوكنة فهي الرياح التجارية الجافة والرياح الجنوبية الشرقية بالإضافة إلى رياح القبلي الجنوبية الساخنة التي تهب في نهاية فصل الربيع واؤائل الصيف .
أما أراضي سوكنة فيغلب عليها الطابع الصحراوي الجاف إلا أن أجزاء منها تشكل مناطق زراعية مروية محدودة المساحة والتي يرجع تواجدها إلي توفر مياه الآبار السطحية والعيون الجارية ، كما تغطي الكثبان والترب الرملية مساحات شاسعة من الواحة.
والجدير بالذكر أن تربة المنطقة رملية تختلط أحيانا بتكوينات كلسية أو تغطيها التكوينات الحصويةوفي الغالب يكون تحتها طبقة صخرية صلبة خاصة عندما تقع في السهول الحصوية .
اشتهرت سوكنة بأشجار النخيل التي تنموا بكثافة في تلك الواحة بالنظر إلي قرب المياه الجوفية ، مما ساعدا سكانها الاهتمام بزراعة النخيل ، وقد ذكر الإدريسي في هذا الصدد " وأما أرضي ودّان فإنها جزائر نخل متصلة بين غرب وشمال إلى ناحية البحر....." ، ونفهم من ذلك وجود إعداد كبيرة من أشجار النخيل في واحات الجفرة ، وأن سوكنة من بين هذه الواحات تميزت بأجود أنواع التمور وفقاً لما قاله الرحالة الأوربيون ( دنهام ـ كلابرتون ـ واودني ،رولفس ) علي سبيل المثال
وبطبيعة الحال فقد تأقلم سكان سوكنة بظروف الواحة وتميزوا بالصناعات السعفية من جريد النخيل لحفظ التمور من التلف ، والأتربة ، إلى جانب هذا قاموا بتعبئة التمور في الأدوات السعفية وكبسها ، والتي كان المرتحلون وتجار القوافل ينقلونها معهم كأحد الوجبات الرئيسية في غذائهم.
إضافة إلي اهتمامهم بأشجار النخيل فقد مارس سكان هذه الواحة ببعض المزروعات المحصولية للاكتفاء الذاتي، مثل زراعة الشعير ، والقمح ، والذرة ، والقصب وبالإضافة إلى الخضراوات الصيفية مثل الطماطم والفلفل والبصل والثوم والبقوليات ، والبطيخ والدلاع ، وغيرها من المزروعات التي يزرعونها سكان سوكنة
نشأة مدينة سوكنة:
سوكنة ربما أشتق هذا الاسم من السكون أو سكنى بمعنى استقر أو ربما يرجع أصل هذه التسمية إلى السكان الرَّحل اللذين يتخذونها مكان لسكناهَم خلال فترات الجفاف أو جني محصول التمور ، ويزعمون بأنها ملاذ للمسافرين والغرباء وتستقيل بكل ترحاب كل من يأتيها إلا إننا نفتقر إلى نص تاريخي يحدد فيها جذور التسمية ، وما هذه إلا أراء افتراضية تهدف إلي الوصول إلى الصواب ، ويرجح بأن لفظ سوكنة أطلقه سكان البدو عليها نظراً لترددهم عليها .
أما نشأة المدينة فلم نصل من خلال المصادر والمراجع التاريخية المتاحة الوصول إلى تحديد الفترة الزمنية لتأسيسها والمتداول في تلك المراجع أنها مدينة قديمة وتدخل في إطار واحات الجفرة.
وهناك إشارة من الإدريسي بأن واحات ودّان هي أكثر الأراضي التي شيدت فيها المباني ، والقصور ، إلى درجة بقاء الملك فيها متوارثاً.
إلا أن حسن الوزان يصف المنطقة بطريقته على عكس الإدريسي إذ يقول" ودّان قرية في صحراء نوميديا .... يسكنها قوم خشنون فقراء لا ينبت فيها غير قليل من التمر، ولا موارد للسكان ...ولون بشرتهم أقرب إلى السواد منه إلى البياض "
هناك نص أورده رولفس عن الجبال السوداء التي على سفوحها تقوم سوكنة من الجنوب ذاكراً بان الرومان هم الذين جاؤا لتك المكان في الوقت ذاته ، إن بلينوس الروماني قد وصف تلك الجبال وأطلق عليها اسم "أتر "
وذكر الحميري بأنها تابعة لإقليم برقة وترى إحدى الروايات بأنها من ضمن واحات الجفرة وفي اغلب الأحيان كانت تتبع إقليم فزان في العهد القديم ، ولا تصل فزان ـ وهي أخر منطقة كبيرة ، يكثر فيها السكان ، وبها قصور وقرى كبيرة ، وهي عامرة بتجار والناس ، فمنهم الأغنياء يملكون النخيل ، والأموال إلا من الناحية الإدارية.
وهكذا بقيت سوكنة على ماهي عليه في كونها ذات حكم وراثي حتى إلى أن جاءها الفتح الإسلامي لفتحها ونشر الدين الإسلامي في هذه البقاع ففتحت هذه المدينة على يد القائد بسر بن أبي أرطاة خلال عام 23هـ وتركها إلى أن نقض أهلها العهد المبرم بينهم ، وبقوا على حالهم حتى إلى أن جاهم عقبة بن نافع الفهري سنة 24هـ وفتحها عنوة و فرض عليها كما على الواحات الأخرى ، وبالتالي دخلت سوكنة في الحضيرة الإسلاميةوعندما جاءها الفاتحون كانت تابعة لواحات ودّان التي تدير شؤنها
أن موقع مدينة سوكنة الوسط له بالغ الأهمية بالنسبة لحركة طرق القوافل التجارية في العهود القديمة ، والحديثة، حيث تعتبر همزة وصل بين المدن ، ومناطق الساحلية بمدن ووحات الصحراوية الجنوبية
وبحكم موقع هذه الواحة الصغيرة مكنها أن تكون مركزا مهما متمثله في الأتي:-
أولا: فهي منطقة تتوقف عندها رحلات القوافل التجارية المتجهة شمالا أو جنوبا ، وبها تستريح القوافل من تعب الطريق .
ثانيا: أضفت عليها صفة الآمان والطمأنينة، والتي غدة مقصد لكل رحلات القوافل، وملجأ لكل شارد ووارد، للمكوث فيها، ومنها يتزودون بالماء، والمؤن، والبضائع حتى تمكنهم من سد قوتهم في الطريق
ثالثا : ساهم سكانها في تأجير إبلهم لرجال القوافل، وبالإضافة مدهم بالأدلاء، والأسلحة، وغيرها من الأدوات التي تمكنهم من مواصلة المشوار.
رابعا : كانت مركزا تجاريا صغيرا يتم فيها التبادل التجاري بين السكان المحليين وتجار القوافل ، والشراء مع تجار، وسكان سوكنه، أو يتم شرائها من قبل تجار سوكنة ونقلها لمدن السواحل
كذلك كانت على خط طرابلس بورنو تشاد، الذي يعرف بنشاطه وحركته المتواصلة، ولأمن طريقها، وقصر المسافة
كما أسهمت في تفعيل حركة القوافل التجارية من بلاد السودان الصحراوية إلي طرابلس، وبرقة، ومنها إلي أسواق أوروبا وبالعكس
وتتضح لنا من خلال طرق القوافل إنها لم تقتصر على وقوعها في منتصف طريق طرابلس تشاد فحسب، بل ربطت الطريق الشرق بالغرب، والمتمثلة في رحلات الحج والتجارة من بلاد المغرب، إلي طرابلس ثم تصل إلي سوكنه، والواحات الشرقية، وتتجه صوب مصر قاصدة بيت الله الحرام
وعلى الرغم من صغر المساحة الزراعية إلا إنها ساهمت بمحاصيلها ولا سيما التمور التي تنتجها بتمويل القوافل ، وذلك بالمقايضة أو الشراء مع تجار القوافل التي ترسوا في سوكنه
احتضنت سوكنه الكثير من السكان الجدد فمنهم عرباوهم في غالبيتهم من قبيلة (رياح) الهلالية العربية وسوكنة في الواقع قاعدة قبيلة رياح في ليبيا، وبها بقية من(البربر) وزنوجا، وغيرهم، وتأقلموا بأجوائهاناهيك عن استقبال الكثير من المهاجرين من الواحات المجاورة مثلا كأوجلة أولئك الذين تعرضوا إلي هجوم من قبل قوات عثمان الساقزلي وبتالي اضطروا إلي النزوح إلي سوكنه
ومن جهة أخرى اشتهرت سوكنه بأنواع من الإبل، وخاصة المهري أو المهاري السريع، والماعز، والنعام* الذي يتم اصطياده من سوكنه كانت لها أثر في حركة تجارة القوافل، والتي تنقل إلي أماكن أخرى
وبتالي يمكننا إعطاء شرحا مبسط حول الطريق التجاري المعروف بوسط الإيالة الطرابلسية، وهو طريق طرابلس أتشاد.
في الفترة القديمة يعرف بطريق الجرامنت أو بطريق برنوح بورنوا. والتي تبدأ من مركز الإيالة بطرابلس، وتتجه إلي ترهونةثم إلي وادي بنى وليد، وتسير صوب أبونجيم، وتصل بعد ذلك إلي سوكنه، مركز الاستراحة والأمان، وبالتالي تنطلق إلي بئر القطيفة، وصولا إلي أم العبيد، والزيغن، وسمنو، وسبها ، وتصل إلي مركز الاستراحة الثاني وهو مرزق ثم إلي مستوتة، و القطرون، وتجرهي، وثم تصل إلي خرقة الواعر، وإلي زاهاية، وتصل بلاد التبو، ميرآدم، ودامرقوا وبتالي تصل إلي المحطة الأخيرة، وهي بورنوا نيجيريا.
صورٍ مدينة سوكنة ،،//
التوقيع
رد: معلومات عن بلدة سوكنة
موضوع قيم وجميل
مشكور /اخى بن يوسف
على المجهود الجبار بارك الله فيك وجزاك خير
الصقر- المدير العام // الصقر
- https://i.servimg.com/u/f41/11/71/12/31/3kpq8e10.gif
عدد المساهمات : 1463
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
العمر : 57
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 01 مايو 2020, 17:16 من طرف الرياحى
» ترحيب بالعضو الجديد Samar
الجمعة 01 مايو 2020, 17:14 من طرف الرياحى
» نسب قبيلة رياح فى سوكنة ليبيا الهلالي
الجمعة 20 مارس 2020, 11:09 من طرف فيتوري ارياحي
» الزروق الرياحي
الجمعة 20 مارس 2020, 09:21 من طرف فيتوري ارياحي
» الترابط الاجتماعى لقبيلة رياح مهم جدا
الخميس 24 أكتوبر 2019, 10:40 من طرف بن يوسف رياحي
» قبائل بني هلال في ليبيا
الأربعاء 23 أكتوبر 2019, 18:20 من طرف فيتوري ارياحي
» تحرير خالد الرياحي من بلدة سوكنة
الأربعاء 21 أغسطس 2019, 20:33 من طرف فيتوري ارياحي
» دعاء....
الأربعاء 19 يونيو 2019, 05:59 من طرف بن يوسف رياحي
» استعيذوا بالله من النار..
الخميس 13 يونيو 2019, 04:45 من طرف فيتوري ارياحي