حملة ابن منظور الطرابلسي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ابن منظور يتسرب من بين أيدينا يا قوم

على مر التاريخ وجد في ليبيا علماء .. ابن الإجدابي ، ابن غلبون ، أحمد النائب ، ابن منظور الطرابلسي ، سحنون ، الطاهر الزاوي ...
غير أن أغلب علماءنا إنما هم معروفون في نطاقنا الوطني ، ... بمعنى واضح أن كم العلماء لدينا لا يرضي غرورنا الوطني ، أعيد الكم وليس الكيف ، فمن حيث الجهد والبذل والتفاني فلا نستطيع نحن تقديرهم فلا يعلم بعطائهم إلا الله تعالى ...
أما العدد .. الكم ... فهو قليل بلا ريب .. قليل بحيث أن الوطني الغيور يندفع إلى تفتيش واستنطاق الكتب التاريخية والوثائق والقراطيس وأي شيءعليه مسحة العلم يتعلق ببلادنا ليؤكد أن ليبيا ليست ( علبة رمال ) فقط مثلما يزعم القائد الألماني رومل بل فيها أكبر الشواهد الحضارية منذ الجرمنت والإغريق والفنيقيين والرومان والعرب المسلمين والعثمانيين والقرهمانليين كما شكّل الليبيون الأسرة الحادية والعشرين في مصر حتى أن المصريين يعتبرون ذلك احتلالاً من ضمن الاحتلال الذي تعرضت له مصر في تاريخها وفي بلادنا أكمل المدن الرومانية خارج إيطاليا بل ربما يكون خارج إيطاليا لأن إيطاليا نهبت خلال واحد ثلاثين سنة من الغزو كل ما أرادت من الأوابد التاريخية دون حساب فهي تعتبر ليبيا آنذاك الشاطئ الرابع لها على المتوسط .
لكن كيف نؤكد الحقائق ؟ ، هل هو في اللهاث الدائم وراء أمجاد قبائلنا وكيف أن شاعرنا الفلاني ( شنى ) القبيلة العلاّنية ، و فارسنا الصنديد أغار على قبيلة الرعاديد فشتت جمعهم حتى أنه لم يلتق منهم اثنان حتى الآن ، بينما تفاخر المجتمعات المحيطة بنا بعلمائها وأدبائها وشعرائها الذين يمثلون وطن ولا يمثلون قبيلة ولا طائفة ويرسلون إلينا إبداعاتهم التي نفتح إزاءها أفواهنا مشدوهين .
.
.
.
.. الآن بعد هذه المقدمة الطويلة أقول ياقوم يأيها الليبيون .. ابن منظور .. ابن منظور الطرابلسي .. يتسرب من بين أيديكم .. المصريون يسمونه ابن منظور المصري والتونسيون يسمونه ابن منظور الإفريقي لأن تونس كإقليم كانت تسمى إفريقيا في غابر الزمان ، ابن منظور الذي ولد في طرابلس على رأي بعض الروايات وولي قضاء طرابلس على رأي كل الروايات وجدّه هو ( رويفع بن ثابت الأنصاري ) الموجود قبره الآن بمدينة درنة والذي كان والياً لمعاوية بن أبي سفيان على طرابلس ، يا أيها الأنصار الليبيون في غات وغدامس وبرقة وفزان و الجبل الغربي وطرابلس ، جدكم أبو الفضل جمال الدين ابن منظور محمد بن مكرم الأنصاري الرُّوَيفعي يشد رحاله إلى مصر أو إلى تونس لأنه لم يجد لديكم حسن الضيافة ، فتشبثوا به وأحسنوا مثواه ووطنوه في دياركم ، أيها العلماء والأدباء الليبيون واللذين قضيتم جل أعماركم للإشادة بمآثر قبائلكم اجعلوا جزءً من الوقت في تحقيق كتبه ونبشوا المحفوظات القديمة في طرابلس لعل أن يكون قد بقي شيء من آثاره حينما تولى قضاء طرابلس واختصروا معجمه الذي هو أكبر معجم في اللغة العربية رحم الله الطاهر الزاوي اختصر القاموس وفاته أن يختصر لسان العرب لابن منظور .
أيتها المدن والقرى سمي باسمه شوارعك وميادينك بدل ميدان الزهور وشارع الورود ، أيها التعليم هل في مناهجك موضوع واحد عن ابن منظور الطرابلسي في أي مرحلة من مراحل التعليم ؟، رحم الله رجلاً غيوراً سمى على اسمه معهد في طرابلس وانتهى الأمر .
عالم يكاد أن يتسرب من بين أيدينا إن لم يكن قد فعل ..
تمسكوا بتلابيبه لغاية الهوس كلكم .. كل من يقرأ هذا القول فهو مسؤول زراعة صناعة .. نفط .. عاطل عن العمل سمي على اسمه ولدك .. طالب خرباش .. انحت اسمه على مقعدك ، متصفح انترنت صحح المعلومات عنه في ويكيبيديا ، مواقع انترنت ، فيس بوك ، منتديات وطنية ، قبلية ..عرّفي به ثم ارجعي إلى تمجيد أبطالك غزاة القبائل ، جامعات حققي كتبه ، جمعي آثاره حثّي طلبتك على كتابة رسالات الماجستير والدكتوراه عنه ، ابن منظور كان طرابلسياً وسيبقى ليبياً بإذن الله ..
.
.
ولكن الأمرإذا اجتهدنا فليس بهذه السهولة فالقوم في القاهرة وتونس قد قطعوا شوطاً طويلاً وعريضاً وعميقاً في ترسيخ الرجل وتثبيته عندهم ونحن نيام وكلما تحدث ليبي خجول عن ابن منظور الطرابلسي ردّوه على أعقابه رغم كثرة العلماء والأدباء والمؤرخين ... عندهم فأولئك قوم عندهم الوطنية قبل القبلية ، أما نحن فنتعرض لأشد أنواع الشتم والسب في بعض المنتديات العربية إذا قلنا ( ليبيا حالها باهي ) ولم نتهجم على دولهم ، فقط لأنهم يعتبروننا ( شوية قبائل ) كانت ومازالت متناحرة وأن مآلها كما قال محلل مصري أن تنزاح إلى مصر أو دول المغرب العربي ,وأن البعض يعتبر مجرد إشادتك بوطنك هو مهاجمة لبلده .
ابن منظور ياقوم فليكن هدفنا هو توطينه .. فإذا بذلنا كل جهدنا ولم نفلح فسيجد على الأقل أي باحث في المسقبل بصماتنا على جسده وخربشاتنا في كتبه ، وقد يأتي من هو خير منا مستقبلا فيجد أننا قد هيأنا له ( المربوعة) فيدخله ويقول له البيت بيتك فلا خروج .
لأعترف ليست هذه أول صرخة تُسمع ليبقى ابن منظور الطرابلسي في بلده بل أذكر أنني سمعت مثلها في السبعينات لأحد الكتاب الليبيين فتأثرت لها جداً وما يزال بعض الليبيين على وجل يكتبون في المنتديات عنه لكنهم يواجهون القدح ولكن الأمر يستحق .
السلام عليكم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
شكراً الصقر :