شاب ليبي يقضى 13 عاماً في عناية المستشفى بجهاز التنفس الصناعي

هناك لحظات تتلاشي أمام الإنسان كل شي ولا يتذكر إلا خالقه و معافيه و شافيه و المخفف عنه فيزداد تقربه إلي الله ألا و هما لحظات المرض !
ولان المرض زائر غير مرغوب فيه ، يتسلل إلى الإنسان دون استئذان ودون سابق إنذار محاولا عرقلة مسيرته الحياتية ، ومؤثراً على كل جوانبها ، في محاولة لوضح حد لكل طموحاته وتطلعاته لمضى إلى المستقبل ، وهنا تبدءا مرحلة صراع شرس بين الإنسان ومرضه كانت في الغالب ماينتصر فيها هذا الزائر البغيض ، ولكن ... بتطور العلم ، ومثابرة الإنسان واجتهاده ، أصبحنا نسمع عن جولات استطاع فيها الإنسان بالتصميم والإرادة أن يحقق انتصارات نستطيع ان نسميها مدوية على المرض ، خصوصا مع التكاتف والعزيمة والاجتهاد والتمسك بالحياة .

لقد استوقفتنا حالة مريضية موجودة بعناية مستشفى الجلاء للحوادث والجراحة ، منذ أكثر من 13 سنة ن تجمعت فيها التمسك بالحياة ، والرغبة في الشفاء ، والأمانة في الأداء ، والحرص الشديد والتفاني فى العمل ، والنظام في الإدارة ، والتجهيز الفائق ، فكانت نتيجة تبعث على الامل .. استطاعت ان تحافظ على حياة هذا المواطن كل هذه المدة دون اى اخطاء ... نتيجة ما كان ت لتحدث لو ان احد قصر قيد أنملة خلال هذه الفترة ، الامر الذى استوجب معه الوقوف على هذه الحالة ، وتسليط الضوء عليها ، خصوصا فى ضل التشكيك المبالغ فيه في قدرات الليبيين ونجاحاتهم ، و لمعرفة نوع المرض الذي يعاني منه وكذلك الجهود التي تقوم بها أدارة المستشفي من مهام جليلة و من اجل راحة وعناية المرضي فهذه الحالة مقيمة بالمستشفي الجلاء وقفنا أمامها مشدوهين متأملين لعظمة الخالق سبحانه وتعالي علي قدرة الصبر لدي الإنسان .
الشاب أحمد الفاخري من مواليد 1968ف مقيم بالمستشفي الجلاء بمدينة بنغازي ، يقول : أنا الابن الأكبر لأسرتي ولدت طبيعياً بمدينة ألبريقه ، حيث كانت أسرتي تعيش هناك ، قضيت طفولتي فيها ، ودرست مراحلي الأولى في التعليم بها ، فقد دخلت المدرسة الإبتدائيه وتدرجت بها حتى الصف الرابع ابتدائي بعدها انتقلنا إلي مدينة بنغازي وأصبحنا من سكانها .
بدأت إعراض المرض الذي أعاني منه وعمري تسعة سنوات ، وهو مرض وراثي و أنا الوحيد في العائلة أصبت به والمتمثل في (ضمور العضلات ) ولم استطيع الوقوف كثيرا ، وبدأ المرض بالأطراف السفلي ثم ازداد الحال معي ، مما اضرنى للسفر للعلاج إلي مصر و اليونان و بريطانيا للكشف و الفحوصات ، يواصل احمد الحديث .... لم يكن المرض عائقا لمواصلة دراستي فكانت لدي الرغبة في الالتحاق بكلية العلوم (قسم الحاسوب) وتم القبول ولكن واجهتي مشكلة وصعوبات منها ( السلالم) فهي عائق لدخول المدرجات وأنا مقعد فاأضطريت لتغير مساري دراستي و درست في كلية الاقتصاد ( انتساب ) تخصص اقتصاد حتى الفصل الخامس ثم قمت ( بإيقاف قيدي ) دخلت مركز المعاقين في مدينة بنغازي وجدت رغبتي وهي اقامت دورات كمبيوتر لمدة عامين داخل المركز و الحمد لله التحقت بها بالرغم من صعوبة المنهج .
وعن هوايته يقول.....
عندما كنت في مركز المعاقين كنت ارسم ولدي عدة لوحات كنت سأشارك بها في معرض الفنون التشكيلية في مركز المعاقين شاركت لوحاتي المعرض وغبت أنا والسبب أصبت ( بنزلة برد حادة ) بعدها تحسنت صحتي قليلا ثم أصبت بنزله أخري علي أثرها دخلت المستشفي الجلاء وكان ذلك في نهاية شهر الصيف عام 1995 ف اصب بحالة إغماء لذلك لم أتمكن من المشاركة في المعرض .فقام الجميع بزيارتي عند سماعهم عن حالتي المرضية .خضعت للتخذير لمدة 10 أيام واستقر وضعي وقد كان لدي أمل في العلاج واني سأودع المستشفي في اقرب فرصة بعد ذلك اتضح لي العكس.
أول شهرين من حالتي المرضية لا استطيع الكلام كنت أتعامل بالإشارات وكانت أختي أكثر من يفهمني وبعدها استطعت النطق و ابتسم احمد قائلا...ففي ذلك اليوم لم أتوقف عن الكلام فالإنسان لا يشعر بقيمة الشئ إلا عندما يفقده.
ومن تدهور صحتي أيقنت أن إقامتي في المستشفي الجلاء ستدوم طويلا رضيت بالواقع وصبرت بالرغم من انه ما زل لدي أمل في الخروج.
احد الأطباء هو من صدر قرار إقامتي في المستشفي ويواصل احمد حديثه تعرف علي كثير من الناس ومنهم غير ليبين علاقتي بالجميع جيده الشباب يقوموا بزيارتي حتى هذه اللحظة يهدون لي الكتب و الأشرطة للتسلية و الترفيه.
وجدنا كتب كثيرة عند احمد فسالا ناه ما هي أكثر الكتب التي تحب فقال اهتم بقراءة الكتب ألدينيه و العلمية .
هل أنت حافظا للقرآن ؟
أجاب احمد أتمني أن اختم القرآن الكريم أحفظه كاملا ما حفظته الآن جزئية بسيطة.
ما هي أكثر القنوات التي تشاهدها ؟
أجاب الدينية كقناة المجد فأنا مشاهد جيد لهذه القناة.
ما الذي تتمناه ؟
الخير لكل الناس و الخير لنفسي.
أن يقدرني الله لمكافأة الناس الذين لم يقصروا معي وفي وضعي الحالي لا املك إلا الدعاء و ادعوا لهم بالخير.
ما حكمتك في الحياة احمد ؟
" لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس " أهم شئ للإنسان في هذه الدنيا العمل الطيب و السمعة الحسنة .
عند التأمل ؟
عظمة الله لا يوجد عقل بشري يستوعبها سبحان الله.
من قدوتك التي تقتدي بها ؟ كاتبه مشهورة مكفوفة وصماء مؤلفة كتب كثيرة و منشورات وما بالك أنا الحمد الله أري واسمع وكذلك الكاتب المعروف ( طه حسين ) .
ماذا تفكر ألان ؟
موضوع وارد مواصلة دراستي .
هل لديك مشكلة وانت مقيم في مستشفي الجلاء ؟
المعاملة ممتازة من جميع الطاقم الطبي وهم جميعا أسرتي ولكن أتمني تطوير الأجهزة التي ترافقني لكي تساعدني للخروج من الغرفة ورؤية العالم الخارجي فالجهاز الذي معي الآن من الطراز القديم وأصبح متهالك .
في الختام هل لديك ما تقوله ؟
اشكر جميع الناس حتى في الأعياد و المناسبات لم ينساني احد حتى في العيد الأضحى احدهم في قربي ولا يشغلهم شئ عن زيارتي .
ولواصل احمد حديثه عن الذي عنده هذا هو الإنسان ومن يخلص في عمله يكسب محبة الناس لان الله يبارك الله فيه ويجازيه كل خير .
فإنسان مهما كانت الظروف لا ييأس وكل مشكلة لها حل عاجلا أم أجلا وإذ كان هناك أمل هناك حياة بالرغم من أن مرضي ضمور العضلات وكما يقول الأطباء قد يوجد علاج للحالات المبكرة فقط وإقامتي في مستشفي الجلاء منذ 13 عام و 5 أشهر و يصاحبني جهاز تنفس الصناعي مازال لدي أمل من الشفاء.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى عليه وسلم .

أنور شكراً :

البعض بالفعل يتخذ طه حسين .. قدوة وهو الذي آذى الإسلام والمسلمين وبذل الكثير من

الجهد في ذلك .

الله المستعان

اشكرا اخي بن يوسف