مثالية اللصوص

حينما نذكر اللص فإن أول ما ينطبع في ذهننا هو السارق .. ولكن بالتأكيد فإن اللصوص أشكال وأنواع فالمرتشون في الدوائر والمصالح العامة لصوص ، والمحتالون اللذين ينهبون المال العام ويبيضونه بطرق يعجز القانون عن كشفها هم لصوص بلا أدنى ريب
ومثل هؤلاء اللصوص يعلم الجميع أنهم لصوص ولكن لايجد أحد مستمسك عليهم وحينما يطول الأمر ويضجر الكادر الوظيفي منهم يزاحون من رئاسة أقسامهم ويولى من هو أهل لها ... وهنا تحدث المفاجأة .. حيث يصبح هؤلاء اللصوص مثاليون ينتقدون كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة يفعلها المسؤولون الجدد ويدققون في كل تصرف فيعتبرون هذه الخطوة غير قانونية وهذا الأمر حرام !! وهذا الفعل معيب ...وبالفعل قد تجد في بعض أقوالهم ما هو صحيح لأن المرء يخطئ ويصيب ويحسن ويسيء وقد يخطط ويفشل مصداقاً لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
« لولا أنكم تذنبون خلق الله خلقًا يذنبون فيَغفر لهم » ‏[‏انظر ‏"‏صحيح مسلم....وهؤلاء اللصوص مرتكبي الكبائر تراهم وكأنهم من أهل الورع والعدسات المكبرة في أيديهم لعلهم يعثرون على مالم يبصره غيرهم وقد تجدهم يلوحون بصناراتهم في الماء العكر، وقد تجد أفضلهم طريقة وهو يقول وكأنه الخبير المحنك " لابأس بهذا الأمر غير أنه لو روعي فيه كذا وكذا لكان أفضل "
وقد تجد مثل هذا الأمر عند الفاشلين اللذين لايهشون ولا ينشون ولكنهم يحسبون أنفسهم على شيء فإذغ رأوا غيرهم وقد حقق إنجازا للصالح العام ، قال ( هذا أمر حسن ولكن عندي بعض الملاحظات الجديرة بالذكر ) وهنا تبحث عن منديلك خشية أن يذرعك القيء خصوصاً إذا ما كنت صائما