تعرف على المسوخ والمساخيط

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أذكر أنني تلفظت بكلمة ( مسخوط ) وأنا أتحاور مع شخص لا يجيد اللهجة الليبية ، فاستغرق في الضحك لأن كلمة ( مسخوط ) تعني في اللهجة الليبية ( الشخص القبيح الغير جميل ) بينما تعني في اللغة العربية ( المسخ ) كمثل بني إسرائيل اللذين مسخوا قردة وخنازير ، وقد لا يقدر لك أن ترى مسخاً طيلة حياتك ، هذا مع العلم أن النصوص الشرعية تشير إلى أنه سيحدث في هذه الأمة مسخ وخسف على سبيل المثال المصلي الذي يرفع رأسه خلال صلاته يحتمل أن يحول الله تعالى رأسه إلى رأس حمار ـ فكيف بالذي لا يصلي على الإطلاق ... لكن على أية حال هذا الأمر من الناحية البدنية ،.. أما من الناحية المعنوية فإن الأرض تعج بالمساخيط والمسوخ ،،،
خذ هذا المثل ، المتدين ذي السمت الوقورالمحافظ على العبادات وغيرها المبتلى بالعنصرية القبلية أو سواها فهذا مسخ يسير على الأرض لأنه توفر فيه أمرين متناقضين ،
مثال آخر : المثقف الذي يمجد الأجانب ولغتهم ويعتبرهم مثل أعلى وفي نفس يحتقر بني جلدته ، وهذا الإنسان محتقر حتى عند الأجانب فالأجانب حينما يحتكون بنا يريدون أن يتعرفوا علينا كما نحن ولا يريدون أن يكرروا رؤية أنفسهم في أشخاصنا ويريدون أن يروا عاداتنا وثقافتنا ،،، في فترة من الزمن ماضية كان اليمنيون كمثلنا نحن يحبون أن تكون بناياتهم على النمط الغربي ، لكن السفراء الأجانب كانوا يبحثون عن المنازل اليمنية التقليدية لجمالها وخصوصيتها فانتبه اليمنيون إلى عمارتهم وطوروها وأبدعوا فيها ،،
ومن المسوخ : المتعلم الذي يتعالى على الأميين ناسيا أنه ْ{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } .
وكذلك من المساخيط الموظف الذي له بالإضافة إلى وظيفته عمل خاص فيلاقيك في وظيفته بوجه مكفهر وفي عمله الخاص يلاقيك بوجه بشوش حتى تستغرب وتظن أن هذا الشخص ليس هو الذي قابلته في وظيفته الرسمية .ومن المسوخ الكهل المتصابي الذي لا يعرف لسنه قدرها فتراه يتلفظ بألفاظ ويتصرف تصرفات المراهقين علناً.
وكذلك من المساخيط المسوخ : الجاهل المتعالم الذي يقحم نفسه في كل صغيرة وكبيرة رغم أنه لا يعرف حتى البديهيات .
ومن المسوخ : المتهافت الذي الذي يضع هدفاً غائماً في رأسه ثم عند أول معلومة خاطئة يقتنصها ويضع حولها هالة خاطئة ويبثها ويعتبر كل من يحاول أن يصلح خطأه إنسان متحامل غير مقدر لمواهبه فيقع في شر أعماله في نهاية الأمر ويتبين له تهافته وتسرعه وهرولته الغير متبصره ،وأذكر أنه حدث لأحدهم هذا الموقف فتكلم عن شخصية معروفة في إقليم معين على موقع نت فرد عليه ابن هذه الشخصية تحت اسم رمزي وبيّن له خطأ معلوماته جملة وتفصيلا فما كان من ذلك الغر إلا أن تهجم عليه ووصفه بأقذع النعوت ، ثم أجرى اتصالاته فإذا هو في ورطة خرج منها بحيص بيص .
ومن المسوخ : القريب الذي يتجهم في وجه أقاربه لأنه يعلم أنهم لن يعاملونه بما يستحق احتراماً لأقاربه الآخرين ، بينما تجده في غاية اللطافه مع الأباعد خشية سطوتهم وتملقاً لهم .
قد يجد الإنسان نفسه في حالة مسخ أو سخط معنوي فعليه الرجوع إلى الحالة السوية وليحمد الله أن المسخ المعنوي يمكن تغييره غلاف المسخ المادي .
من اجتهادي

مشكور / اخى بن يوسف
على الطرح المفيد والتوضيح هذة الكلمة ومعناها
لك ودى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بوركت الصقر وجوزيت خيراً