النقد البناء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم . للمديح تأثير السحر على الإنسان حسبما تؤكد الدراسات المتعلقة بالعلوم الإنسانية ، فهو من الدوافع الأساسية للمتعلم ، والمنتج ، والمبدع ، والرياضي ولعلنا لا ننسى بعض الرياضيين في الألعاب الفردية وهم يشيرون إلى الجمهور لتشجيعهم ، وهذا الحماس الذي يلقيه الجمهور في نفوس اللاعبين استحق به لقب اللاعب الثاني عشر في لعبة كرة القدم ، وكانت النساء عنصراً مهماً في المعارك ، حيث يلهبن بزغاريدهن مشاعر المقاتلين فيندفعون إلى لقاء العدو غير هيابين ، وأهمية المديح والتشجيع للشاعر والكاتب لاجدال فيها ولامراء ، فهي تزرع الثقة في نفسه وتحل عقدة لسانه ، وتدعوه إلى الجرأة في الطرح ، كما أن النقد الهدام ، يجعل الإحباط يسري في الأوصال ،مما يفضي بالكاتب إلى الحسرة على ضياع فكره وإبداعه سدى ،فيتمثل قول الشاعر :
.لقد ضاع شعري على بابكم. .كما ضاع در على خالصة.
أوقد يصل به الإحباط الذروة فيحرق كتبه كما فعل الأديب أبو حيان التوحيدي .
لكن الأمر إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده كما يقال ، فهل نريد مدحاً دائماً سواء أجدنا أو أخطأنا ؟ ألا نترك فرصة لوجهة نظر أخرى قد نستفيد من تجربتها في إثراء تجربتنا ؟.
...حينما أنظر ورائي أجدني قد استفدت ممن انتقدني بالقدر الذي استفدت به ممن امتدحني وشجعني ، فكما أن الثاني هو الوقود الدافع ، فإن الأول يعمل عمل الذي يمهد الطريق أو يشذب الأغصان ، فتبدو أبهى وأزهى .
اعتبر المدح تكتيك ،على المدى القصير والنقد استراتيجيا على المدى الطويل ، أي أنك لاتتحمله الآن ولكن ثمرته تراها مستقبلاً ، إذا عودت نفسك على الإبتسام في وجه الناقد ، وذلك يحصل بالمران .
وللمران قصة أود أن أنهى بها هذا الحديث .رأيت مرة على شاشة التلفاز مروض دب مشارك في فلم سنمائي ، وكان الممثلون يتعاملون مع الدب دون خوف ، ولكنه إذا زأر فروا منه ، فعلمه المدرب أن يزأر دون صوت ، ثم يركبون له الصوت في المونتاج ، فقلت في نفسي هذا دب تعلم ما يخالف طبعه ، أفلا يستطيع الإنسان أن يهذب نفسه ويروضها ويشذب وحشيتها ؟
هذا سؤال لمن لا يرضى النقد البناء .
ولكم تحياتي .....

صدقت

اخى/بن يوسف الرياحى

النقد عند ما يكون فى موضعه على الانسان العاقل تقبله ومحاولة اصلاح اخطائه
بارك الله فيك على الطرح الجميل