أثر أخلاق الموظف على وظيفته .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى عليه وسلم .
من المتعارف عليه الآن أننا لا نعير الجانب الأخلاقي أي أهمية حينما نرشح شخصاً ما إلى المناصب الإدارية المختلفة إنما نهتم فقط بمؤهلاته العلمية وخبرته العملية وهاتين الاثنتين لاشك أنه لابد من توفرهما في من يتصدى لمثل هذه المهام ، ولكن من خلال التجربة العملية يتضح أن إغفال الأخلاق من هذا الأمر إنما هو كارثة محققة لأن ذلك الإنسان المرشح لن يفعل فقط ما هو متوقع منه من تأخير المعاملات وقبول الرشى بل قد يتعدى ذلك إلى مخاطبة مرؤوسيه بما لا يليق من الألفاظ حين يشعر أنه مستحوذ على المنصب وأنه لا أحد بإمكانه زحزحته منه ، وبالفعل من الصعوبة بمكان أن يزال من هذا المكان لأسباب عدة ،منها أنه يكون خلال الفترة التى قضاها في المنصب قد كوّن شلة استفادت من وجوده فهي لا تريد أن تخسره فتخسر مكاسبها ويكون أيضاً قد وظف بعض أقاربه وأصدقائه اللذين لن يتخلوا عنه بحال فيكونون ثقل يرجح بقائه ، هذا بالإضافة إلى المكانة التي يكون قد اكتسبها في فترة تبوأه هذا المقام مما يجعله حتى لو غادره فإن منصباً آخر في انتظاره طالت المدة أو قصرت لأن البعض يرى أن هذه كفاءة لا ينبغي أن تهدر وهناك أمثلة تحضرني الآن لموظفين بل ولمن نخشى الله تعالى أن نذكرهم ، غادروا أماكنهم رغم إفسادهم ثم عادوا لما أُخرجوا منه . كذلك من الأسباب أنه يكون قد اكتسب الجرأة في التصدي للمناصب مما يجعل غيره هن أهل الكفاءة والأخلاق يتهيبونها . ( أي أن هذه الجرأة المكتسبة تجعلة كلما غادر مكان تطلع إلى آخر ) . ألا تجعلنا كل هذه الأسباب نحجم عن الدفع بذوي الأخلاق السيئة إلى المناصب الحساسة ؟ .
وهذا يجعلني الآن أتفهم معنى ورقة حسن السيرة والسلوك التي تطلبها بعض الدوائر الرسمية عند التقدم للعمل عندها ولكن السؤال من ذا الذي لم يعط ورقة حسن سيرة وسلوك ؟.

[

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه و سلم .

جزاك الله خيراً أخي الرياحي .

ونتمنى الصلاح لموظفينا ومجتمعنا