هموم ثقافية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
المجتمع العربي يعاني مستويات متصاعدة من الإشكالات بالنسبة للقراءة فبالإضافة إلى الأمية التي يقع في دائرتها نسبة لابأس بها من المواطنين ، نجد دائرة أخرى تضم الناس غير الأميين اللذين يعزفون عن القراءة ومن الطريف أن أذكر هذه الحادثة وهي أنني كنت أتجاذب أطراف الحديث مع شخص بدا لي لو أنه
حاول الكتابة فإنه سيكون ناجحاً في ذلك ، فسألته هل تكتب ؟ فقال لي أنا لا أمسك القلم إلا مرة واحدة في الشهر وهي عند صرف المرتب . وأنا أقول أن هذه الجملة بذاتها رغم مرارتها تدل على روح كاتب ، أما الدائرة الثالثة فيقع فيها أولئك القراء غير المثقفين الذين رغم أنهم أفضل حالاً من الفئتين الأخريين إلا إنهم يجذبون الكتاب العربي إلى الخلف فيصبح هذا الكتاب أضخم من نظيره الغربي لماذا ؟
لأن القارئ غير المثقف يحتاج إلى شروحات ومقدمات وتوضيحات لأمور هي بديهيات بالنسبة للمثقف ، لاينبغي الوقوف عندها ، وأذكر أنني استمعت في لقاء مرئي لكاتب عربي يكتب بالفرنسية ، ثم كتب بالعربية لفترة ما ثم ترك الكتابة بالعربية نهائياً بعد تجربته تلك ، فسُئل عن السبب فقال إن القارئ الغربي عنده من الثقافة ما يجعله يدخل في الموضوع مباشرة ، أما العربي فلضحالة ثقافته يحتاج إلى كثير من المقدمات والتوضيح حتى يستطيع الولوج إلى صلب الموضوع فيكبر حجم الكتاب مما يترتب عليه أمور أخرى منها غلاء سعره .
ولنا أن نضيف أمر آخر محير من ناحية أهو أمر حمود أم مذموم ، وهو الكتابة أو القراءة من خلال الإنترنت فالمحمود هو زيادة عدد القراء والكتاب ، أما المذموم فهو من ناحيتين الأولى : هي نوعية الكتاب والقراء فالكثير إنما يمارس ذلك بغرض التسلية .
والثانية : هي مجاملة المواقع للأعضاء خشية فقدهم ، ولذلك يغيب النقد للكتّاب بل ربما تعرض النقاد للطرد من المواقع للحفاظ على مشاعر الكتاب .