صغائر الذنوب

الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .


ديننا
الحنيف دين يسر وسماحة { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم
بالمؤمنين رؤوف رحيم } ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يبالغ ويغالي في استغلال سماحة هذا
الدين فيكثر من صغائر الذنوب وهو مصر ومواظب عليها فقد روى القضاعي عن ابن عباس (رضي الله عنهما )
موقوف عليه " لا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة
مع استغفار " فاعتياد المرء على
صغائر الذنوب ومحقرات المعاصي أمر قد يقود
مع الزمن الإنسان أن يقع في خلده أنها من المباحات ثم يهوي إلى الكبائر ظاناً أنها
من الصغائر قال أنس ( رضي الله عنه فيما روى البخاري : " إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في
أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات
" وجاء عن ابن مسعود (رضي الله عنه ) في الصحيحين : " إن المؤمن يرى
ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ،
وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا ) .


فاجتناب الصغائر
هو تعظيم للرب جل وعلا وهو مظنة لاجتناب الكبائر وهو سير في طريق المتقين الأنقياء
و الصالحين الأتقياء وكذلك ترسيخ لحرمة الدين
، فإن العوام وغير المسلمين لا ينظرون إلى الدين من خلال النصوص الشرعية بل
من خلال التطبيقات العملية .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن أضيف لكلامك القيم شئ من كتاب صيد الفوائد
وقال أيضاً متحدثاً عن العقبات التي يضعها الشيطان ليضل الإنسان: "العقبة الرابعة؛ وهي عقبة الصغائر فيقول له: ما عليك إذا اجتنبت الكبائر ما غشيت من اللمم, أوما علمت بأنها تُكفَّر باجتناب الكبائر وبالحسنات, ولا يزال يُهوِّن عليه أمرها حتى يصر عليها, فيكون مرتكب الكبيرة الخائف الوجل النادم أحسن حالاً منه, فالإصرار على الذنب أقبح منه, ولا كبيرة مع التوبة والاستغفار, ولا صغيرة مع الإصرار" .


والتساهل في الصغائر يؤدي إلى التساهل في أمور أكبر, فالواقع أن تهاون الأفراد والمجتمعات في الكبائر كان غالباً ما يسبقه تهاون وتساهل في فعل الصغائر, ولو تركنا الإصرار على الصغائر لخجل الكثير من المصرين على الكبائر من ذنوبهم, ولكن تهاوناً فشجعناهم !.

ولعله من المناسب أن يُذكَّر هنا أيضاً بأن العديد من الكبائر أصبح الكثير من المسلمين يتساهلون بها اعتقاداً منهم أنها من الصغائر .

ومن جانب آخر فإن الذنوب عموماً في عصرنا هذا تعظم ويشتد خطرها وأثرها نظراً لحساسية الظروف التي تعيشها أمتنا حالياً, والتي تزيد وجوب الإنابة والتوبة سواء كانت ذنوباً كبيرة أو صغيرة, وقد يدخل هذا تحت القاعدة الشرعية المتعلقة باختلاف إثم الذنب حسب الزمان والمكان الذي يعمل فيه.

وأختم قولى بهده الابيات
خلي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
وأصنع كماشي فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن من الذنوب صغيرة أن الجبال من الحصى

والسلام عليكم تقبل مرورى أخى الكريم[img][/img]


[img][/img]

الجمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
مرورك عزيز أخي UGN.
ولك خالص تقديري للإضافة القيمة