أ بـــــنـاء قـــبيـــلة ريـــاح
يـــنا على 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا يـــنا على 829894
ادارة المنتدي يـــنا على 103798

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أ بـــــنـاء قـــبيـــلة ريـــاح
يـــنا على 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا يـــنا على 829894
ادارة المنتدي يـــنا على 103798
أ بـــــنـاء قـــبيـــلة ريـــاح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» ترحيب بالعضو الجديد عبد السلام
يـــنا على Emptyالجمعة 01 مايو 2020, 17:16 من طرف الرياحى

» ترحيب بالعضو الجديد Samar
يـــنا على Emptyالجمعة 01 مايو 2020, 17:14 من طرف الرياحى

» نسب قبيلة رياح فى سوكنة ليبيا الهلالي
يـــنا على Emptyالجمعة 20 مارس 2020, 11:09 من طرف فيتوري ارياحي

» الزروق الرياحي
يـــنا على Emptyالجمعة 20 مارس 2020, 09:21 من طرف فيتوري ارياحي

» الترابط الاجتماعى لقبيلة رياح مهم جدا
يـــنا على Emptyالخميس 24 أكتوبر 2019, 10:40 من طرف بن يوسف رياحي

» قبائل بني هلال في ليبيا
يـــنا على Emptyالأربعاء 23 أكتوبر 2019, 18:20 من طرف فيتوري ارياحي

» تحرير خالد الرياحي من بلدة سوكنة
يـــنا على Emptyالأربعاء 21 أغسطس 2019, 20:33 من طرف فيتوري ارياحي

» دعاء....
يـــنا على Emptyالأربعاء 19 يونيو 2019, 05:59 من طرف بن يوسف رياحي

» استعيذوا بالله من النار..
يـــنا على Emptyالخميس 13 يونيو 2019, 04:45 من طرف فيتوري ارياحي

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
نصرة رسول الله

It Is Time to know Muhammad The Prophet Muhammad

كسب المال مع AlertPay
"AlertPay" كسب المال مع AlertPay احصل على حسابك المجاني مع AlertPay اشترك مع AlertPay اليوم إرسال واستقبال المال على الانترنت مع AlertPay اشترك مع AlertPay اليوم قبول بطاقات الائتمان على الانترنت اليوم

يـــنا على

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

يـــنا على Empty يـــنا على

مُساهمة من طرف الصقر الثلاثاء 19 يناير 2010, 23:30

محمد الأصفـر







كليمنتي أربيب شاب يهودي في الثلاثين من العمر تاجر متجوّل يحترف بيع
الأقمشة والفرش العربي .. يجلب بضاعته من الموانئ القريبة من الجبل الأخضر
ومن سوق الجريد والظلام في بنغازي .. يدور بها على النجوع البدوية ..
يتكلم العبرية والعربية .. ويجيد الدارجة الليبية بطلاقة .. أستطيع القول
أنه ليبي .. فمولده كان في طرابلس في منطقة الحارة وبالضبط في زقاق ظهره
لزنقة كوشة الصفـّـار الشهيرة حيث والده التاجر الكبير يقيم هناك قبل
رحيله إلى الوطن الشرقي .. بنغازي .. الجبل الأخضر .. درنة .. البطنان .

لم يمكث والد كليمنتي في برقة ونواحيها كثيرا .. سرعان ما سافر صحبة
زوجته إلى الإسكندرية ومنها عبأ باخرة بالقطن الفاخر طويل التيلة و باعها
في برشلونة لتاجر انجليزي ثم غادر في أول باخرة قصدت العالم الجديد .. في
أمريكا أسس مصنعا صغيرا للأقمشة وعاش .

كليمنتي أربيب بقى مع زوجته الشابة سارة وطفله الصغير .. لم يتبع والده ..
فتجارته كانت رائجة وزبائنه كثر .. قـرَّ في مدينة باركي ( المرج ).. سكن
بيتا طينيا صغيرا مسقوفا بجريد النخيل المغطى بتفل البحر الملبوخ جيدا
بلزابة الطين .. البيت محاط بسور واطئ .. بيت ظريف دافئ .. غرفة نوم ..
مطبخ .. غرفة جلوس .. حمّام .. زريبة صغيرة .. باحته زرعتها زوجته ببعض
الخضر والزهور .. زوجته طيبة نشيطة .. على دراية بالحياكة والتطريز والطب
الشعبي .. تسدى خدماتها للجارات بثمن رمزي وأحيانا بالمجان .. أمتزجت بهن
.. لبست لباسهن وأجادت لهجتهن وشاركتهن أفراحهن وأحزانهن .. تعلمت إعداد
المثرودة التي يشتهيها كليمنتي كثيرا وتمهّـرت جيدا في إعداد خبز التنور
وبدورها علمت الجارات عدة أكلات يهودية من ضمنها نوع لذيذ من الحلوى .

عندما يغيب كليمنتي أياما متوغلا في نجوع الجبل الأخضر ودرنة لا تشعر
بأي غربة أو خوف .. كل الجيران يحترمونها ويحفظون حرمتها ويمدونها بكل ما
تحتاج إليه من عسل ولبن وزيت ودقيق وتمر.. عندما جاءها المخاض ولـّـدتها
القابلة العرفيّة الحاجة مشهية .. كل الجارات حضرن إلى بيتها وزغردن
لسلامتها وهدهدن ابنها الذي أسمياه موسى .. واعتنن بها .. كانت كإبنتهن
بالضبط .. أعددن لها العصيدة الساخنة برب التمر وزبدة الماعز وطبخن لها
منقوع الحلبة المحلى بالعسل .. وأطلقن لها بخور الجاوي والفاسوخ والحلتيت
طردا للعين .. سريعا ما شفت وقامت من الفراش .. موسى يرضع ثدييها بآمان
وعندما يشبع يبتسم فتحضنه طوليا لحظات حتى يتجشأ فتقول الحمد لله وترقده
في حضنها .. بعد اسبوعين آوان القيلولة جاء كليمنتي بفقيه الجامع فختـنه
.. وبكى موسى كثيرا وابتسم كليمنتي بألم لرؤيته نزيف الدم وزغردن الجارات
وفي الليل أقام كليمنتي وليمة للجيران وحفلة كشك كبيرة جلب لها أحلى وأشهر
حجّـالة في برقة .. أكل الناس لحم الماعز وفتات خبز التنور وشربوا اللبن
حتى ارتووا وكشّك البدو بحماس حتى الفجر .. كان كليمنتي نجم الحفلة .. كان
سخيا جدا معها .. علق في رقبتها عقد فردغ ذهب .. وأنشد مادحا جمالها بأجمل
قصائده .. .. كليمنتي يعرفها جيدا .. كثيرا ما باع لها الأردية والأقمشة
وكثيرا ما أوصته على عطور باهضة الثمن يجلبها لها من سوق الجريد ببنغازي
.... أنشد كليمنتي فيها أجمل قصائده ولقصيدته صرخ بدو برقة وحجلوا على رجل
واحدة حد الجنون .. وطالبوه أن يعيدها عليهم مرة أخرى فيعيد كليمنتي
القصيدة بصوته النغيم الرخيم الرجولي ساحقا بنظراته الساحرة كيان الحجّالة
الذي لا يحتمله :

بيضا لبست ثوب زرنقي .. جت ترشنقي .. حاكم ويراطن بغلنقي

بيضا لبست ثوب أزرق .. وجت ترشق .. قدمها دوبه لرض يطق

تخفّ اللي عقله واثق .. يتم سلنقي .. مجروح وجرحه بعشنقي

بيضا لبست م الرومية .. خدّك ضيّة .. بارق يلعب فـوق مويّة

وإلا باشا يوم لويّة .. زق طلنقي .. ما تـمشوا بالمال عـفـنقي

بيضا لبست ما المالاس .. وحلي اكداس .. كما باشا عامد مجلاس

دوى قال لهم ها يا ناس .. الذَي وثنقي .. والخاطي منكم للشنقي

بيضا لبست ثوب حرير .. لها تصوير .. كما لير مصادف بوطير

حزام اللي في الجو تغير .. هي ما تعرنقي .. والخيل مع الخيل شرنقي

بيضا لبست ثوب نقاوة .. حاكم تاوه .. حبك في المكنون تقاوَى

خدك تحت غطا يضّاوى .. برق جلنقي .. سيلا خـّلا الغوط دلنقي ..

بعد سنوات بدأت الحرب العالمية الثانية واجتاحت ليبيا التي ليس لها في
العير ولا النفير جيوش المحور والحلفاء .. زرعوا الألغام .. وعاثوا في
الأرض مفسدين .. خاصة الطليان الذين اعملوا القتل والنهب في الأهالي و
شنوّا حملة اعتقالات واسعة على اليهود .. أسِّـرَ كليمنتي وصودرت بضاعته
.. بينما زوجته سارة وابنه موسى رَحَلا مع أهالي برقة إلى وديان بعيدة عن
الحرب .. وضعهم شيخ القبيلة الحاج بورحيل في حمايته وحذّر أن يُخبِر أي
كان بأمر وجودهم .. شيخ القبيلة على علاقة وطيدة بالتاجر اليهودي الكبير
امدوسة .. كثيرا ما وسّع عليه في الأزمات المالية .. وكثيرا ما باعه
بالآجل دون ربا .. وكثيرا ما جدول له ديونه وسامحه في أموال لصالحه عنده
.. يقولون أنّ كليمنتي أخِـذ إلى بنغازي وهناك ضُمَّ إلى الأسرى ورحِّل
إلى وجهة مجهولة ربما جالو أو جادو .. يقولون أنه تمّ تصفيته في أفران
النازي .. ويقولون أنه فرَّ بعد أنْ تحطمت المركب قرب جزيرة متوسطية .. لا
أحد يعلم بحكايته .. زوجته سارة صابرة وتنتظر .. تسأل كل الواصلين إلى
النجع .. وعندما انتهت الحرب سجلته لدى الإدارة البريطانية من المفقودين
.. وصارت تتابع أي خبر عنه .. لكن لا جديد .. فالحرب مات فيها الملايين ..
موسى الصغير كبر .. علمته أمه أصول اليهودية .. وتعلم القراءة والكتابة عن
فقيه النجع الحاج القزّون .. لم يشعر بأي غربة رغم إختلاف الديانة .. في
عام 1948م أحتل اليهود فلسطين .. كانت ردود الفعل في المدن الليبية عنيفة
.. غير أنَّ موسى وأمه سارة لم يشعرا بها .. هما محبوبان في النجع .. لم
يغادرا .. قررا البقاء .. ينتظران عودة الأب الغائب الذي لم تتأكد وفاته
ولا بقاءه على قيد الحياة .. كان التاجر امدوسة وعدّة أثرياء يهود
يساعدانهما .. كذلك شيخ القبيلة بورحيل الذي لم يقصّـر في شيء .. ومرت
الأيام .. وشبّ الفتى الذي صار رجلا .. والأم حنّت إلى مكان ميلادها في
القدس .. أرادت التعبّد و السياحة في المزارات الدينية الشريفة فاستأذنت
الشيخ الذي أصرّ على بقائها بينهم حتى عودة زوجها من غيابه فهي بمثابة
أمانة .. وألحّت سارة على الرحيل لكن الشيخ الحاج بورحيل وزوجته الحاجة أم
العز لم يوافقا على رحيلهما عنهم .. كذلك الجارات الطيبات وكل من عرفت
طيلة حياتها في وديان برقة والجبل الأخضر وشعابهما .. أنهمرت دموعها ورضخت
للرغبة الحميمية غير أنَّ ابنها موسى أصرّ على الترحال .. فهو شاب
والمستقبل أمامه .. فأذن له الشيخ الحاج بورحيل ورافقه حتى بنغازي .. وعند
التاجر مدوسة تفارقا وعيونهما طافرة بالدمع .

كليمنتي هو الشاعر المرجاوي الملقب بأ بوحليقة .. الشاعر الشعبي الفحل
المنصهر في المكان والزمان الليبيين .. مبدع القصائد الخالدة ذات البلاغة
الناضحة بالرمز والإيحاء والإيجاز والشجا الجيّاش .. التاجر الشريف ..
الإنسان الطيب .. صاحب المروءة .. الضحية البريئة التي قبضت عليها جحافل
الطليان الفاشيست الذين ناصروا قوة هتلر الغاشمة وولغوا معه في بحيرة الدم
الإنساني التي صنعها شيطانه .

في بطن إحدى الأودية قبضت عليه حضيرة استطلاع ايطالية .. كان قد باع بعض
بضاعته .. وتعشّى وبات وأيقظته ميمونة باكرا .. أفطرته وعلفت حصانه ثم
ملأت له قربة ماء عذب وودعته بعناق دافئ مع أول خيوط الشمس .. كاد أن
يخدعهم ويتركوه .. كلمهم بالعربي .. باللهجة المحلية .. قال لهم :أنا ليبي
صديق متعاون .. جدي حضر إعدام زعيم العصاة الفلاقة المحافظية الخائن عمر
المختار . غير أن جشع الطليان هو الذي كشف الأمر .. أحد الجنود فتشه بدقة
وفضول .. أستولى على ماله وبعض الخواتم والأقراط الذهبية المخبأة في حزامه
.. وفي جيب سرّي قرب صدره تحسس الجندي مغلفا جلديا صغيرا .. أنتزعه منه
ومزقه بسكين البندقية فوجد به رقأ مدوّن فيه فقرات من العهد القديم (
التوراة ) .. الضابط تربّى في دير سان ماركو على دراية بنصوص العهد القديم
( التوراة ) والجديد ( الإنجيل ) وشرع يقرأ ما في الرّق .. سفر أخنوخ
الأول كلام التبريك لأخنوخ :

" فهكذا يبارك المختارين ..

والعادلين الذين سيشهدون في يوم الشدة إبادة الأعداء كلهم وخلاص الأبرار .

القدوس والأكبر سيترك مسكنه ..

إله الأزل سيأتي على الأرض ويمشي على جبل سيناء سيظهر وسط معسكره ..

سيظهر في كامل قدرته في أعالي السموات ..

الجميع سيذعرون لكن الحراس الأمناء سينشدون الترانيم السرية في أنحاء كل الأرض.

أقاصي الأرض كلها ستهتز والرجفة وخشية عظيمة سيجتاحانها حتى تخومها ..

الجبال العالية ستهتز وتسقط وتنهار والهضاب المرتفعة ستخفض عند ميعان الجبال ..

وستذوب مثل الشمع في النار والأرض ستفتح كهاوية فاغرة ..

وكل ما على الأرض سيهلك ..

وستكون الدينونة على الأشياء كلها لكنه سيعقد السلام مع الأبرار .. "

إلى آخر هذا السفر ..

صاح الضابط فرحا ..: breo .. breo .. يهودي .. يهودي .. صيد ثمين .

وإذ عاد الدليل الليبي المتطلين من شأن ما والتقت عيناه بعيني
كليمنتي حتى شهق ووشوش لللضابط المصوّعي .. سيدي .. سيدي .. هذا الشاعر
كلمينتي تاجر الأقمشة اليهودي المشهور .. breo .. breo .. يهودي .. يهودي
.. عدو .. عدو .. فقال له الضابط المصوّعي : نعرف .. نعرف ..

كبّل الخائن المتطلين ذراعي كليمنتي بحبل غليظ وساقوه معهم صوب عربة
الجيب .. حاول رشوتهم دون فائدة فكل ماله ومؤنه استحوذوا عليها عنوة ..
صبر وتبعهم راضخا محتسبا إلى الله .. يتذكر زوجته سارة وابنه موسى ..
يتذكر النجع الجميل الطيب .. يتذكر حبيبته ميمونة .. يتذكر اباه وامه في
امريكا حيث العالم الجديد .. يشعر أنه قريب من الموت .. لو بقى في أيدي
هؤلاء الفاشيست وقوّاديهم فسوف يقتلونه ولو سُلِم إلى حلفائهم الألمان
فسوف يقتلونه أيضا لكن ليس على هذا التراب الطاهر الذي أحبّه إنما سيرحّل
إلى المعتقل في ألمانيا وهناك سَـيُدفع به إلى أتون الفرن .. هو يشعر الآن
بالموت قادم وتاريخ حياته يعود سريعا يرص نفسه في المنطقة الفاصلة بين
الموت والحياة .. البرزخ الدنيوي المزيف .. المنطقة واسعة والتاريخ لا
يردمها .. يستـنجد بالإمتلاءات فيجلب كتل كل قيمه ومبادئه وعبره ودروسه
وحكمته .. لكن الموت تزداد هوّته .. وكوّة الأمل تضيق بؤرتها .. وإذ تؤنبه
الحسرة .. يهزهز رأسه عاضا على شفته السفلى .. أجداده ذيول لباشا طرابلس
التركي القرمانلي جاءوا مع تجريدة حبيب .. واستوطنوا الجبل الأخضر ونواحيه
.. كانوا فرسان وأصحاب مروءة وفزعة وحصّادة زرع جيدين .. لكن الطالح يخرج
من الصالح .. هذا الخائن يعرفه كليمنتي جيدا .. كان يسكن نجع ميمونة قبل
أنْ يطرده الشيخ ذرأً للفساد .. كان يرافق البدو عندما يُحدِّرون إلى
مدينة بنغازي .. يجول بهم في شارعي الشطشاط وبالة.. والآن يرافق الطليان
.. ورغم أن اليهود قد أسدوا له خدمة جليلة حيث أنقذوا أباه من موت محقق
عندما أسروه الطليان في بداية غزوهم لليبيا وأرادوا أن يشنقوه لولا تدخل
تاجر يهودي كبير دفع رشوة إنقاذه للمحامي .. بريو .. بريو .. يهودي يهودي
.. بيد أن الضابط الطلياني عرف بيهودية كليمنتي قبل وصول الخائن عن طريق
أسفار التوراة المعلقة برقبته .

هم عائدون صوب بنغازي .. هابطون من عقبة الباكور الوعرة بمركبتهم الجيب
الصغيرة .. الدنيا ليل .. دامسة .. باردة .. توقفوا للإستراحة والعشاء ..
أوقدوا نارا بحذر غير أنّ الفصل خريف والعشب جاف فارتفعت النار الليبية
وأحدثت بهرة كبيرة .. فجأة طائرة منطلقة من جهة بحر توكرة متجهة جنوبا صوب
سلسة جبال برقة ترمي بقنبلة قربهم وتبتعد .. جُرِحَ من جُرِحَ .. وكليمنتي
وجدها فرصة سانحة للهرب فاختفى وسط غابة الباكور.. أختبأ خلف شجرة محاذية
لجرف ممتـشقا مسواق زيتون صقيل صادفه في طريقه .. الخائن تبعه .. اقتفى
أثره .. في يده سلاح ربما مسدس أو هراوة .. عندما وصل قرب الشجرة ورأى
الجرف الشاهق شعر بالفخ المنتظر فولّى هاربا صوب جماعته .. بعد ساعة من
التخفي الحذر والإنتقال من شجرة إلى شجرة وجد كليمنتي حمارا أشهب يحكك
خطمه في خطم حمارة بيضاء .. مسّح على رقبته بحذر وقرّب من فمه خلبة عشب ..
أستأنس الحمار فركبه وانحدر به صوب البحر عبر درب تكلله الأشجار الكثيفة
بينما الحمارة تنهق وتتبعهم حثيثا.

إتجه شرقا مقتربا رويدا رويدا صوب البحر .. وفي خرائب طلميثة اختفى
يومين .. حتى إذا شعر بالآمان قصد نجعا لقبيلة الدّرَسة .. أخبرهم بقصته
وقصة الخائن المتطلين .. فعرفوه ورحبوا به وأخفوه في حضيرة الماعز عن
العيون حتى تضع الحرب أوزارها .. في الحرب يزداد انتقال الناس حسب حالة
الآمن في المنطقة .. أحيانا في اليوم يغيّرون مكانهم أكثر من مرة ..
استفسر عن أهله فلم يجبه أحد .. لأن أهله تركوا المرج مع قبيلة المسامير
وتوغلوا إلى المناطق الداخلية .. الأخبار شحيحة و الطريق تقصف بصورة شبه
يومية .. المحور يظن الأهالي جواسيس للحلفاء والحلفاء العكس .. كلاهما
يقيّد حركة السير والتنقل على الأراضي المسيطر عليها .. أخبرهم بتفاصيل
قصة أسره وهربه وضحكوا كثيرا عندما سرد لهم قصة الخائن.. قال شيخهم :
العرق دسّاس .. أبوه كان رجلا طيبا .. في كل مجلس يشيد باليهود ولا ينسى
معروفهم فيه وانقاذهم حياته .. هو لم يخدم اليهود في شيء مهم حتى يساعدوه
.. أي أنه لم يقرضهم مالا .. أو يبيعهم أرضا .. لكن ذات عشية خميس في جهة
سيدي خريبيش ببنغازي كان يهودي فقير يضع على رأسه طبق سعف ملئ بالحلوى
يبيعها للصغار وينادي : حلوى .. حلوى ... كان يتمايل بجذعه ذات اليمين
والشمال مواكبا ايقاع مناداته وفي نفس الآن متجنبا الزحام فاسحا الطريق
للعابرين.. أحد الشبان العرب الثملين تعمد الإصطدام بالشيخ اليهودي حتى
سقط الطبق من فوق رأسه وتعفرت سكرياته الطازجة في التراب .. أخذ يلملمها
المسكين وينفخها من التراب .. وكان الرجل الطيب والد الشفشة الخائن قد رأي
المشهد فركض صوب اليهودي وساعده في لملمة بضاعته وشاركه مسحها بطرف عمامته
النظيف واعادتها إلى الطبق ومن ثمَّ وضع له الطبق فوق رأسه ودعى له الله
أن يوفقه في تجارته البسيطة هذه ويرزقه رغدا .. وبالطبع وصل هذا التصرف
النبيل المتسامح لأعيان اليهود وتجّارهم وحاخاماتهم .. فما إن سمعوا بأن
الطليان قد قبضوا على هذا الرجل الطيب ويحاكمونه بتهمة مساعدة المحافظية (
المجاهدون الليبيون ضد الغزو الإيطالي ) حتى هرع أحد تجارهم إلى المحامي
ودفع ثمن انقاذه من الموت .. قال للمحامي لا يمكن أن نترك انسانا لملم
خيرنا من التراب لحبل حلفا يخنقه .












__________________
ليبيا بلد الطيوب
الصقر
الصقر
المدير العام // الصقر
المدير العام // الصقر

https://i.servimg.com/u/f41/11/71/12/31/3kpq8e10.gif
عدد المساهمات : 1463
تاريخ التسجيل : 31/08/2009
العمر : 56

https://alreahy7.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يـــنا على Empty رد: يـــنا على

مُساهمة من طرف الرياحى الأحد 11 يوليو 2010, 14:17

الصقر
بارك الله فيك على الطرح الجميل
مشكووور
الرياحى
الرياحى
المشرف العام
المشرف العام

يـــنا على 754216791b
يـــنا على W2t91782
عدد المساهمات : 1645
تاريخ التسجيل : 03/09/2009
الموقع : https://alreahy7.ahlamontada.com/forum.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يـــنا على Empty رد: يـــنا على

مُساهمة من طرف انورالرياحي11 الخميس 02 سبتمبر 2010, 14:00

مشكور اخي الصقر على الموضوع القيم
انورالرياحي11
انورالرياحي11
نايب المدير /الشئون الادارية
نايب المدير  /الشئون الادارية

يـــنا على 665fbd9ce6
يـــنا على G5e96265
عدد المساهمات : 1402
تاريخ التسجيل : 04/09/2009
الموقع : https://alreahy7.ahlamontada.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

يـــنا على Empty رد: يـــنا على

مُساهمة من طرف بن يوسف رياحي الثلاثاء 07 سبتمبر 2010, 12:14

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه و سلم .

يبدوا هنا كل اليهود طيبون وبعض المسلمين خونة أو سكارى .


حكاية تجعلك تتمنى رجوع اليهود اللطفاء وتنسى كل الكوارث التي يمارسونها ضد الفلسطينيين


وتعجب بالقصيدة اليهودية المتغزلة في الراقصة المسلمة ولن تنسى الحلويات اليهودية

الشهية . أو موسى الذي أصر للذهاب للحج وليس للاستيطان .

حنين غامر لليهود

يالطيف ألطف
بن يوسف رياحي
بن يوسف رياحي
المراقب العام
المراقب العام


يـــنا على 3fc08e9237

يـــنا على 4d82299890
يـــنا على W2t91782
عدد المساهمات : 2509
تاريخ التسجيل : 12/01/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى