بعد الكعوب تولوها رياح

الرواية الشفوية التي تواترت منقولة كابر عن كابر جيل عن جيل تقول أنه ( بعد الكعوب تولوها رياح )
أي أن سوكنة كانت تحت سيطرة الكعوب ، ثم انتقلت السيطرة إلى قبيلة رياح .؛ وقبيلة الكعوب هي قبيلة من بني سليم كانت بين مد وجزر مع قبيلة رياح منذ دخولهما أفريقيا عام 443 هجرية . فأحياناً تكون العلاقة بينهما علاقة تحالف وأحياناً علاقة صراع ، كما هو الحال بين القبائل العربية على وجه العموم
،ونترك الحديث لكتاب " تحت ظلال شجار" لمؤلفه : مفتاح أبو راس علي ، ( وتسجل لنا الرواية الشفوية عن الأقدمين أن الكعوب أخذوا في ممارسة النهب وتمادوا فيه إلى أن بلغ الأمر فقتلوا أحد شيوخ رياح ..... فاجتمعت رياح على أخذ الثأر .. فتحينوا الفرصة .. وأخذوا الكعوب عن آخرهم في مكان يعرف بجبانة الكعوب .
ومن هذه الواقعة جاء القول السائد ( بعد الكعوب تولوها رياح ) . انتهى .
والناظر في الوثيقة التي كتبها محمد البشير نجومة السوكني ، عام 1914يلاحظ إشارة إلى هذه العبارة أو اعتراف ضمني بها ، حيث يقول فيها :
( بحطية فرجان ...فرقة من العربان يسمون بالكعوب ... وكانوا قبيلة رياح الموجدة أثرهم بسوكنة الآن من أتباعهم .. فقتلوهم وتوطنوا مكانهم... )
ثم يشير إلى دخول الجهمة إلى المنطقة والتي يقول صاحب كتاب :
في ظلال شجار أنها ( دخلت المنطقة في القرن الحادي عشر الهجري )
يقول بن نجومة في وثيقته ( تريس بها رجل من عربانهم ـ أي الجهمة ـ وجبر بقية أصحاب القصور إلى سكنى القرية المذكورة ومن الجملة رياح المذكورين ).
ومن المعروف تاريخياً أن رياح دخلت المنطقة مع ابن غانية والكعوب وذباب عام 609هجرية .
انظر تاريخ ليبيا ـ إحسان عباس. وبناء المسجد العتيق عام 909هجرية على قول نجومة و850هجرية حسب الحجر الذي وجد أثناء ترميم المسجد . فتكون البلدة قد أصبحت حاضرة من حواضر فزان قبل دخول الجهمة بعدة قرون والتي كانت فيها الولاية لقبيلة رياح ، ثم للعثمانيين ودولة أولاد امحمد ...........والآن نازل كتاب بعنوان ((هون المدينة القديمة)) للكاتب الهوني (محمود زاقوب ) به وثيقةفي صفحة 91و92للمؤرخ الهوني (سالم السنوسي سالم ) الذي عاش في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين يقول فيها ((بلد تسمى سوكنة أهلها من العرب تسمى ( الكعوب )ثم سكنوا معهم (رياح) وهم معروفون بها الآن ثم أتوهم عرب من الجبل الغربي وسكنوا معهم ويقال لهم ( سواكنة)
ثم انظر إلى كتاب الرحالة الإنجليزي (ليون) الذي زار سوكنة ضحى يوم 10 أبريل 1819صفحة65 سطر5 وهو يقول ( وينتمي سكان سوكنة إلى قبيلة رياح العربية) ترجمة الهادي بولقمة الطبعة الأولى ..الكتاب بعنوان "مدخل إلى الصحراء