خطر اللادعاة

أقصد ب(اللادعاة) الأشخاص اللذين لايدعون إلى فكرة معينة ولا يتبنون نهجاً محدداً وليس لديهم حرص على ان يتغير المجتمع إلى الأفضل ..
هم قوم مثقفون لديهم حصيلة وافرة من التعليم والثقافة ، بالإضافة إلى امتلاكهم أدمغة متفوقة ... لايأبهون كثيراً للخطاب الشرعي ,
وتكمن خطورتهم في العفوية التي يطرحون بها أفكارهم المصادمة للدين ، بحيث لايشغلهم طول الزمن المستغرق لإقناعك ولا يلحون في إدخال الفكرة إلى يافوخك 
ويلتجئون إلى الإبهار واستخام ملكاتهم الذاتية لاحتواء الحضور
وأسلوبهم هذا بطيء ولكنه أكيد المفعول ؛ لماذا أكيد المفعول ؟ .. لأن الإلحاح ومحاولة اختصار الزمن في الإقناع  وهما من أساليب الدعاة هما طريقان ينفران الناس من ناحية .. ومن ناحية أخرى يدرك الناس أنهم مقصودون بالدعوة فلا تدخل الفكرة بانسيابية مثل ما تدخل أطروحات اللادعاة لما اشرنا إليه آنفاً من  عفوية الطرح عندهم 
فهم كمثل الناقة الجرباء لا تدخل القطيع وهي تقصد إيذاءه أو تتخذ أساليب معينة للضرر بالقطيع بل ضررها يكون فعالاً لمجرد تعاملها العادي والغير مفتعل مع غيرها من الإبل  
فالإنسان كثيراً ما يمل إذا دعي إلى جلسة علمية لها وقت محدد وهدف مبرمج ومكان معين فتراه يعد الدقائق لانتهاء الوقت ويسرح وهو يتابع المحاضر وقد يخجل من الاستفسار عما فاته خلال سرحانه ، بينما لايجد هذا الحرج في الجلسات التي يتحاور فيها اللادعاة
هؤلاء مع طول الزمن يتكاثرون وتتغلغل أفكارهم في المجتمع بحيث يأتي زمن يقال فيه كان في هذه البلاد مجتمع محافظ وكان في هذا المكان شعب متدين

بوركت الصقر