الله غــــــــــــــالـــــــــــــــــب !!

الحمدلله والصلاة
والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اعتادت الشعوب والأمم
والقبائل أن تستهجن بعض العبارات والألفاظ التي يتكلم بها غيرها ، نتيجة عدم
ألفتها عندها ، وقد يساعد على ذلك استعمال تلك الشعوب لتلك العبارات أحياناً
استعمالاً أقل ما يقال فيه أنه استعمال في غير محله .

وهذا ماحدث لجملتنا
الليبية بامتياز(( الله غالب )) . وأود قبل الشروع في التحدث عنها أن أشير إلى أن
لفظ الجلالة لايصح شرعاً أن ننطقه بالطريقة التي ننطق بها عبارة الله غالب ، أي
بدون مد اللام المشددة ، أما عن الإستعمال الأصلي والذي ليس عليه غبار بل والذي له
شاهد من القرآن الكريم ، فهو قولنا لهذه العبارة عندما نفوض الأمر لله تعالى ، في
أمر قد انقضى وفات وليس لنا فيه يد ، أو بذلنا فيه غاية الجهد إلا أن التوفيق مع
ذلك لم يكن حليفنا ، أو عندعجزنا عن شيء ، نعلم يقيناً استحالة تحققه إلى غير ذلك
مما يشبه هذه الأمور .

أما الإستعمال السيئ
: فهو عندما نتواكل ونهمل ونقصر ، أو لا نقدم على أمر بالإمكان الإقدام عليه ، ثم
نرفع لافتة ((الله غالب )) . وتجد بعض الوافدين يتندرون لأنهم يظنون أن استعمالنا
لهذه العبارة هو مقتصر على هذا الجانب الأخير ، حتى أن بعض المعلمين منهم حينما
واجهه الطالب بهذه الجملة ،رد عليه المعلم مستنكراً " الله قال لك افعل ذلك
؟! " .أما ما أشرت إليه آنفاً من أن القرآن الكريم جاء فيه ذكر هذه اللفظة ؛
فابحث عنه في سورة يوسف الآية " 21" {{ َواللّهُ
غَاِلبٌ عَلَى أمْرِهِ }} .
وكذلك كان شعار بني الأغلب في الأندلس هو ( لاغالب إلا الله ) ولكل الشعوب كما
قلنا عبارات وألفاظ تستخدمها استخداماً سيئاً فلا ينبغي أن نشعر بالنقص ، وهناك
عبارة مشابهة تستعمل في بقية بلدان المغرب العربي ألا وهي ( ربي غالب ) فعلينا أن
نصحح لفظ الجلالة بمعنى أن ننطقه صحيحا وألا نحتج بالقدر على أخطائنا فنستعمل
العبارة في غير محلها .هذا والله أعلى وأعلم