مصيبة قهوية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

عندنا يطلق على المصيبة إذا كانت طامة من الطوام أو نازلة عظيمة يطلق عليها تعبير ( مصيبة سوده ) ولكن أنا بسبب حبي للتنويع في الألوان وعدم ربطي الأشياء بلون واحد كالمصيبة والصندوق الأسود المرتبط بالكوارث الجوية أو المصورة ( الكاميرا ) بهذا اللون أو أمور أخرى بألوان مرتبطة بها دائماً وأبداً لدا إذا فعل أوقال أحد أفراد أسرتي شيئاً شنيعاً فإنني أبادر بقولي ( كارثة طرطارية ومصيبة قهوية !! ) ولكن تجاه طلبتي في المدرسة فإنني أقول ( كارثة قهوية ) والطرطاري هو اللون الوردي لكن لفظة طرطاري غير مستحبة لذلك أقول في الفصل كارثة ( قهوية ) نسبة إلى لون القهوة وحرف القاف ينطق كحرف الجيم المصري أو حرف ( G.).الإنجليزي .
لكن بعد هذه المقدمة ما هي الكارثة القهوية والمصيبة الطرطارية التي ساشير إليها في هذا المقام ؟
إنها كالآتي ::
البعض منا يوازن بين حسناته وسيئاته فيرى أن حسناته تفوق سيئاته بشكل واضح فيضمن لنفسه الجنة نظراً لسيئاته القليلة المغفورة في حسبانه حتى لو لم يتب منها بسبب الفارق الواضح بين المعاصي والحسنات وهو غافل عن أمر مهم ألا وهو أنه ربما تكون الحسنات جامدة وليست جارية كالصدقة الجارية بينما قد يقتدي به أحد في سيئاته فتصبح تتوالد مادام الناس يتعاملون بما علمهم إياه جيل بعد جيل إلى أن يلق الله يوم القيامة بجبال من السيئات لم يفعلها مباشرة لأنه من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها ويقول الحق تعالى { ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم }.
أليست مصيبة قهوية أن تأتي يوم القيامة فتجد سيئاتك قد فاقت حسناتك أضعافاً مضاعفة وأنت في الدنيا قد قدرت غير ذلك.