أنت غريب .. أنت إذاً متهم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الغربة ....لاشك أنها شيء ممض ، تضيف إلى الأنسان هماً فوق همومه ، تكسر قلبه تجرئ عليه سفلة الناس وأوباشهم ، .. إذا أردت أن تعرف نفسك هل أنت من الأوباش أم لا فانظر إلى معاملتك للغريب ، .
الغريب في واقع الناس هو إنسان على الأقل درجة ثانية ؛ لذلك تراه يتخلق بأخلاق غير أخلاقه ، وطباع غير طباعه ؛ لهذا السبب يتعجب الكثير حينما يرون الغريب في غير مكان غربته كيف استحال إلى شخص آخر ، أنا أنظر دائماً إلى الغريب كما أنظر إلى شخص مصاب بانفصام الشخصية لأنه يواجه أموراً تدفعه إلى ذلك دفعاً ، فمن السهل إلقاء التهم على الغريب ، ومن السهل أخذ حقه ، ومن السهل انتهاك حرماته أحياناً ، الشعراء تعرضوا لموضوع الغربة ...الأدباء ، لكن الذي حيرني قلة النصوص الشرعية التي تتناول هذا الموضوع أو ربما ندرتها إن وجدت ، رغم أنها تناولت شتى العلاقات الأجتماعية ، وتقريباً كل ما من شأنه أن يؤدّي إلى مظالم .. الجار ..اليتيم .. الأرملة .. ذوي القربى ، .
بحثـت ونقبت وعدت بلا مستند شرعي ، لكن لانشغالي بالأمر أدركت أن المسلم في بلاد المسلمين أينما وجه وجهه فله حقوق على المسلمين له مالهم وعليه ما عليهم إن ظلم وجب إنصافه وإن جاع وجب إطعامه وإن أحسن توجب شكره كغيره من الناس ، فهل شعرنا نحن بذلك أم قهرنا الغرباء من المسلمين وغيرهم على السواء .. اضطهدناهم ..آذيناهم ..آلمناهم ..سحقنا آدميتهم بأحديتنا ، جاءونا لكي لا يضطروا إلى الكسب الحرام في بلادهم ؛ فارتكبنا الحرام في حقهم ، ...
قال لي رجل أسود من ( بنين ـ دولة أفريقية ) : في بلادنا نحب العرب لأننا نحسب أنهم أصل الإسلام وأنهم هم الصحابة الذين قرأنا عنهم .. هم أهل اللغة العربية التي حرمنا منها .. هم التطبيق الحي للإسلام .. متى نراهم ؟ فلما رأيناهم فإذا نحن عندهم (عبيد ) أولاً ...ثم رأينا الكثير من الأخلاق الذميمة ، وكأن هذا الرجل يقول كما قال الغربي الذي أسلم الحمد لله الذي أسلمت قبل أن أرى المسلمين !...
تصور : أحد الإشخاص من مكة ذهب إلى دولة في غرب أفريقيا فلما عرف به بعض الناس هناك طفقوا ينشدون ( طلع البدر علينا ! ) لاحول ولا قوة إلا بالله ، أهؤلاء نعاملهم مثل هذه المعاملة . ؟ . ياناس اتقوا الله في الغرباء وخاصة غرباء المسلمين الذين يظنون أنكم صحابة .