عبد السلام الأسمر تحت الخط الأحمر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله الحق الهادي إلى سواء السبيل، والصلاةوالسلام على من جعله الله دليلا للحائرين أما بعد:
أعود لأكتب لكم إخواني القرَّاء عن عقيدة عبد السلام الأسمر -بعد انقطاع- مقتبسًا ذلك مما سُطِّر من وصاياه و كتاباته إلى مريديه، ونقلها عنه تلامذته والتي تبيِّن بجلاء لكل صاحب فطرة سليمة حقيقة الدعوة التي يسير عليها مَن يغلو فيه، وتبيِّن الفروق التي بين دعوتهم ودعوة التوحيد التي جاء بها الرسول –صلوات الله وسلامه عليه -، ولن أتعرَّض في هذا المقال لكثير من غرائب فتاويه وأقواله – على كثرتها - ولكن سأقصد إلى كلامه في أصل التوحيد الذي هو: إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه من نبي مرسل أو ملك مقرب، فأسطرها لك موثقة ثم أُتبعها بشيء من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية بحسب ما يسمح به المقام.

v التوحيد أساس خلق الإنسان وأساس دعوة الرسل:
قال تبارك وتعالى { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }[ سورة الذاريات:56]
وقال تعالى { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ }[سورة التوبة:31]
وقال سبحانه { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ }[ سورة البينة :5]
وقال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ }[سورة الأنبياء:25]
قال الله تبارك وتعالى { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }[سورة الجن:18]

قد أوضح سبحانه في هذه الآيات المحكمات أنه لم يخلق الثقلين إلا ليعبدوه وحده لا شريك له ، وبين أنه أرسل الرسل عليهم الصلاة والسلام للأمر بهذه العبادة والنهي عن ضدها. والعبادة: هي توحيده وطاعته بامتثال أوامره وترك نواهيه، ولا ريب أن الدعاء من أهم أنواع العبادة وأجمعها فوجب إخلاصه لله وحده، كما قال عز وجل: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[سورة غافر: 14] وقال عز وجل: { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [سورة الجن:18] ، وهذا يعم جميع المخلوقات من الأنبياء وغيرهم؛ لأن (أحدا) نكرة في سياق النهي فتعم كل من سوى الله سبحانه.

v تحذير الله من مخالفة التوحيد والوقوع في الشرك:
قال تعالى: {وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ} [سورة يونس: 106]، وهذا خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومعلوم أن الله سبحانه قد عصمه من الشرك وإنما المراد من ذلك تحذير غيره، ثم قال عز وجل: { فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} [سورة يونس: 106]، فإذا كان سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لو دعا غير الله يكون من الظالمين فكيف بغيره، والظلم إذا أطلق يراد به الشرك الأكبر، كما قال الله سبحانه: { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [سورة البقرة:254]، وقال تعالى: { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } [سورة لقمان:13]، فعلم بهذه الآيات وغيرها أن دعاء غير الله من الأموات والأشجار والأصنام وغيرها شرك بالله عز وجل، ينافي العبادة التي خلق الله الثقلين من أجلها، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لبيانها والدعوة إليها، وهذا هو معنى لا إله إلا الله فإن معناها" لا معبود حق إلا الله، فهي تنفي العبادة عن غير الله وتثبتها لله وحده، كما قال الله سبحانه: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ } [سورة الحج: 62] ، وهذا هو أصل الدين وأساس الملة ولا تصح العبادات إلا بعد صحة هذا الأصل كما قال تعالى: { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }[سورة الزمر الآيتان:65/66].

v لابد في العبادة من التوحيد والمتابعة:
دين الإسلام مبني على أصلين عظيمين:
أحدهما: أن لا يعبد إلا الله وحده، والثاني: أن لا يعبد إلا بشريعة نبيه ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهذا معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فمن دعا الأموات من الأنبياء وغيرهم، أو دعا الأصنام أو الأشجار أو الأحجار، أو غير ذلك من المخلوقات، أو استغاث بهم أو تقرب إليهم بالذبائح والنذور أو صلى لهم أو سجد لهم، فقد اتخذهم أرباباً من دون الله وجعلهم أنداداً له سبحانه، وهذا يناقض هذا الأصل وينافي معنى لا إله إلا الله، كما أن من ابتدع في الدين ما لم يأذن به الله لم يحقق معنى شهادة أن محمداً رسول الله، وقد قال الله عز وجل: { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } [سورة الفرقان:23] ، وهذه هي أعمال من مات على الشرك بالله عز وجل ، وهكذا الأعمال المبتدعة التي لم يأذن بها الله فإنها تكون يوم القيامة هباء منثوراً؛ لكونها لم توافق شرعه المطهر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) متفق على صحته . "[1]

- إذا عرفت هذا أخي المسلم واستحضرته فهل كانت دعوة عبد السلام الأسمر إلى توحيد الله تبارك وتعالى؟ أم إلى ضدها؟ نقف مع ما جاء في رسائله :

- دعوة الناس إلى الالتجاء به والاستغاثة به وبالأولياء مع الله عز وجل!:

· يقول عبد السلام الأسمر في الوصية الكبرى :
"و أي مصيبة كانت فاتجهوا إلى الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم وتوجهوا ناحيتي وقولوا يا الله يا رسول الله ونادوني يا عبد السلام و يا عبد الله الصالحين فإنَّ الله تعالى يُهوِّن ما نزل بكم عن قريب ويُظهر لكم الحق أعيانا ظاهرا تقولون ذلك بقوة وصوت قوي إن كانت المصيبة قوية وإن كانت المصيبة غير شديدة يكون بصوت خفي )) [ص 54-55]

o يطلب هنا الأسمر من مريديه والناس أن يدعونه مع الله -تبارك وتعالى- وهذا شرك[2] بالله تبارك وتعالى كما قال سبحانه { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ } [الأحقاف:5]
· وكذا قال في نفس المصدر:
"فاتبعوا مشايخكم واشكروا فضلهم لأنَّهم هم أقطاب الدنيا وعمادها وأوتادها فمن استغاث بهم أغاثه الله، ومن توسل بهم عصمه الله، ومن تحصن بهم حفظه الله، ومن زارهم أعطاه الله ما اشتهاه لأنَّهم هم العروة الوثقى التي لا انفصام لها" [ص:70]
o أولا: وهذا فيه كذلك الدعوة إلى الاستغاثة به والله عز وجل يقول:{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ } (62) [النمل] فكان حريٌ به أن يدل الناس عليه سبحانه فلا يجيب المضطر غيره، وهو القريب المجيب كماقال سبحانه: { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } (186) [البقرة]
ثانيا: إنَّ العروة الوثقى هي: كلمة توحيد (لا إله إلا الله) قال الله -تبارك وتعالى-: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ البقرة : 256 ] وقال تعالى { وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } [لقمان:22] فأنزل الأسمر مقام مشايخ الطرق الصوفية منزلة كلمة التوحيد لا إله إلا الله ! فإذا عُلم هذا فلا يستغرب حينئذ غلو المتصوفة في مشايخهم ووصفهم بصفات فوق ما يستحقه العباد وقد نهانا الرسول عن الغلو في ذاته فكيف بغيره فقال–صلى الله عليه وسلم -: (( لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ، فَقُولُوا : عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ )) [رواه البخاري عن عمر]

- ادعاءالأسمر علم السماوات والأرض ونسبة علم الغيب لغير الله، قال في الوصية الكبرى:
· "وكان شيخنا الدكالي رضي الله عنه يقول في قوله { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } والمستنبط هو الذي يعرف ولا يلاحظ علم الغيب أبدا ولا يغيب عنه شيء ولا يخفى عليه شيء " [ص:57]
· ويقول أيضًا:
وإني قد أظهرني الله على جميع الكائنات وعلى الرمال واسم كل ذرة والنبات وأسمائه والحيوانات وأعمارها وأنسابها أي أصولها من السمك والوحوش والطير والحشرات وسائر الدواب، وقد انكشف لي ملكوت السموات والأرض والجنة والنار فيهن ظاهرا وباطنا ا.هـ من كتابه "الأنوار السنية والمنن البهية في طريق أهل الله الصوفية المسماة بالطريقة العروسية الشاذلية"

o في النصين السابقين يزعم الأسمر أنَّ الولي يعلم كل شيء والله يقول: { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ } [النمل:65].
وهنا نرى أيضًا وصف الأسمري نفسه بما وصف الله به نفسه غير أنَّ الله قد بيَّن اختصاص علم ذلك باللوح المحفوظ، فمن نصدق؟!: { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ } (59)
ثم إنَّ الله أمر نبيَّه بنفي علم الغيب عن نفسه فكيف بمن دونه؟! : { قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } (188)
ثم إنَّ الله – عز وجل- يقول لا يعلم الإنسان ما يكسب ولا أين يموت! والأسمري- كما سبق - يزعم أنَّه يعلم آجال كل البرية قال الله -عز وجل-: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } (34)

- ثم بالغ الأسمري في علمه الغيب حتى ادَّعى علم ميقات قيام الساعة ! حيث جاء في الوصية الكبرى قوله:
· "تقوم الساعة عند تمام الخمسة عشر قرنا من الهجرة أخبرني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الهيام والاغتياب والحال وشاهدتها في اللوح المحفوظ"

o وهذا الإدعاء هو كفر من حيث هو، وتكذيب للكتاب والسنة قال تعالى { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [لقمان: 34]
ونفى سبحانه علم الساعة عن النيِّ-صلى الله عليه وسلم- فقال سبحانه { يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا } [الأحزاب:63]
وجاء في حديث جبريل الشهير قَالَ: فَأَخْبِرْنِى عَنِ السَّاعَةِ! قَالَ « مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ »
[متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] أفيجهلها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ويعلمها الأسمر؟!

- سقوط التكاليف عمَّن أغمي عليه في الحضرة:
· ويقول الأسمر في الوصية الكبرى:"تأدبوا معها – أي الحضرة – وأحسنوها وأحسنوها واخشعوا فيها كما تخشعون في الصلاة اللهم إلا إذا نزل بكم أمر غالب من وجد أو شوق أو ذوق أو حال أو جدب فإذا أغمى على أحد منكم في الحضرة فقد سقط عليه التكليف فسلموا له "[ص: 50]

o أي لا يُعَد الواجب عليه واجبًا، فيترك الصلاة والصيام والحج، ويجوز له تعاطي الخمر والزنا و جميع المنكرات، ولذلك وُجد من غلاة أشياخ التصوف من الفجور ما وجد لزعمهم أنَّ التكاليف سقطت عليهم.

- ذمه لمن لم يتبعه ولم يطرب على ترانيم أناشيده ودفه وتشبيهه باليهود:
· "ومن لا يهزه إنشادي ودفي فقد تغلظ طبعه وفسد مزاجه وفيه نزغة يهودية" "الوصية الكبرى"[ص:52]
· وقال: "وبغيضي مخذول وغريمي مقتول أنا القطب الغوث المبجول أنا سيف الله المسلول أنا عبد السلام الملقب بالأسمر مدفعي معمر وقوسي موتر" من كتابه "الأنوار السنية والمنن البهية في طريق أهل الله الصوفية المسماة بالطريقة العروسية الشاذلية"
· "من لم يتشذل أو يتعرس فلابد أن يتهرس" "الوصية الكبرى"[ص 60]

o فانظر أخي المسلم مَن هو صاحب الهوى الذي يحكم على الناس بالمزاج بلا دليل لا من كتاب ولا من سنة ولا إجماع!! بل هو الهوى المحض أمَّا أصحاب الكتاب والسنة الذين يحذرون من دعوة غير الله والشرك به، فإنما يحكمون على الناس بحكم الله، بغير زيادة ولا نقص ولو طعن في ذواته فليس لأنفسهم ينتصرون بل شرع الله الحيكم العليم، ثم انظر أخي القارئ إلى النقل الثالث يتضح لك بحق معاداة أهل هذه الطريقة وسيدهم لكل من نافسهم أو جاورهم حتى ولو كان من أصحابهم ممن ينتهج نهج التصوف، أفهذا الاستخفاف بغيره يوافق الهدي النبوي والتوجيه الرباني في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } فأي زهد هذا؟! وأي عبادة هذه؟! وأي ورع هذا؟! فالله المستعان على ما يصفون!
- ومما يزيد الظمات دعواه لمدح محي الدين بن عربي !! الذي نقل بعض العلماء اتفاق عامة العلماء في زمانه على كفره لما ثبت عنه من القول بالحلول واتحاد ومصائب عِظام أخرى:
· ويقول الأسمر في وصيته الكبرى:
"إخواني : وعليكم بمحبة محي الدين بن العربي وتعظيمه والاقتداء به ولا تقبلوا فيه قولة قائل ولا شك ولا ريب أنه من أهل الطريقة والحقيقة وهو من العلماء الأكابر وكلام قاصري الفهم في عرضه فهو لغز وبطر وكذب وهو من الرجال الدقايق أهل الحقايق فقاصروا الفهم لم يفهموا علومه ولم يدركوا فهومه"

o وابن عربي هذا النكرة كفره أهل العلم وردوا عليه وهو الذي يقول بأنَّ الله يحل في الأشياء ومن أقواله :
"ديني دين الحب مثل ما قلنا أن "الثيوصوفية" محبة الله فدينهم دين الحب فقط ، فمَن أحب الله على أي ملة ، وعلى أي نحلة - يهوديَّة أو نصرانيَّة أو إسلام - : فهو حبيب الله عندهم ، ولا ينكَر عليه على الإطلاق " [من كتابه الفتوح المكية]
فهؤلاء هم الأعلام والعلماء لدى عبد السلام الأسمر بل يترجم لهم ! ويدافع عنهم، فلا شك – أخي المسلم - أنَّ مَن كان هؤلاء شيوخه فسيكون على عقيدة باطلة منحرفة عن الإسلام.

v فيا أيها المسلم الكريم إنَّ فطرتك السليمة التي فطرك الله عليها تُنكر ما نقلته لك من عقيدة يعتقدها عبد السلام الأسمر، ذلك أنَّ الله -تبارك وتعالى- منح الإنسان نعمة العقل الذي يرفعه إلى مستوى التكليف الإلهي والشرعي فركَّب الله فيه –سبحانه- مع العقل فِطرة سليمة تُميِّز الحق من الشر { فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } [ الروم : 30 ] وجاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله (( ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء )) [رواه البخاري]
ففطرتنا تأبى هذا الدَّجل والخزعبلات فلنقف صفًا واحدًا ننكرها بين الناس ليساهم الجميع بنشر الملصقات التي تزيد من الوعي الديني بين الناس، فلا يُحلف إلا بالله، ولا يُدعى إلا الله، ولا يُستغاث إلا بالله، ولا يُنذر ولا يُذبح إلا لله عز وجل { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } [ الأنعام : 162 – 164].
فأدعو الجميع للمساهمة في إنقاذ مَن وقع مِن الأهل والأقارب من الحلف بغير الله، ومن قولهم يا رسول الله ! أو قوله يا سيدي عبد السلام! أو بوجعلة وغيرهم ممن يُستغاث بهم من دون الله، عملًا بقول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ التحريم : 6-7]أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.
ولا أنسى أخيرًا أنَّ أسأل كل من تعلق بغير الله وخافه سواء من المتصوفة الغلاة أو غيرهم أسألكم سؤالًا واحدًا: إنْ كان الأسمر وليَّا من الأولياء وبزعمكم أنَّ كل من أنكر عليه وقع له مكروهٌ فهذه ثالث حلقة أكتبها عنه، فلماذا لم يصبني المكروه من الأسمر والعذاب الأليم؟!

فالحمد لله على نعمة التوحيد والسنة وحسبنا الله هو نعم الحافظ ونعم الوكيل

[1] من التنبيه الأول إلى هنا مقتبس بتصرف عن مقال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله بعنوان "إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله"

[2]ولسنا هنا نريد الحكم على طائفة أو جماعة أو أفراد أو شخص معيَّن بقدر ما نريد بيان الحق وتمييزه عن الباطل، فلابد من بيان أمر التوحيد وتحذير الناس من الشرك، أما الحكم على الناس فهذا مرجعه لأهل العلم، ويكون ذلك بعد ثبوت شروط وانتفاء موانع، فليُعلم هذا حتى لا يأتي من يصطاد في الماء العكر والله المستعان!

الحمد لله على نعمة التوحيد والسنة
الحمد لله الذي عافانا مما إبتلى هؤلاء به
وجزاكم الله خيرا ً

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نسأل الله تعالى سلامة العقيدة .
ونشكرك على التطرق لهذا الموضوع الذي لايجروء الكثير على التطرق إليه بل تقشعر منهم الجلود ويسارعون إلى قطع الحديث خاشعين وجلين ولا حول ولاقوة إلا بالله ،
ولكن لا أدري هل ثابت ما نقل عن الأسمر لأننا لايمكن أن ننسب إليه قول غير ثابت عنه ،
هذا هو المنهج السليم في البحث أخي عابر سبيل .
هات الإثبات ، فإذا ثبت فذلك ضلال لانختلف عليه معك .
وقد أشرت إلى ابن عربي بقولك النكرة والعلماء إنما يقولون عنه نكرة بقصد التفريق بينه وبين العالم والفقيه ابن العربي وليس بقصد الذم بالضرورة أما أنت فلم تأت على ذلك في السياق إلا على سبيل القدح .
وأنا لا أختلف معك في الجوهر إنما في منهج البحث .
تقبل تقديري

ربي يغفرله ويرحمه ويرحم جميع المسلمين ويهدينا للحق ويرزقنا اتباعه جزاك الله خيرا اخي عابر السبيل

عبد السلام الأسمر تحت الخط الأحمر

عبد السلام الأسمر تحت الخط الأحمر

رد: عبد السلام الأسمر تحت الخط الأحمر

رد: عبد السلام الأسمر تحت الخط الأحمر