بحـث
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
بن يوسف رياحي | ||||
الرياحى | ||||
الصقر | ||||
انورالرياحي11 | ||||
فيتوري ارياحي | ||||
عابرسبيل | ||||
الزبير الرياحى | ||||
المغرب العربي | ||||
صلاح الرياحى | ||||
سفينه الصحراء |
كسب المال مع AlertPay
زيارة أهل الخير ومجالستهم
+2
مبروكه الرياحى
عابرسبيل
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
زيارة أهل الخير ومجالستهم
باب زيارة أهل الخير ومجالستهم
وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم
وزيارة المواضع الفاضلة
قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (60) إلى قوله تعالى: ( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) [60 ، 66] .
وقال تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) [الكهف: 28] .
الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ باب زيارة أهل الخير ومحبتهم وصحبتهم وطلب الزيارة منهم .
أهل الخير أهل العلم والإيمان والصلاح ، ومحبتهم واجبة ؛ لأن أوثق عرى الإيمان : الحب في الله ، والبغض في الله ، فإذا كان الإنسان محبته تابعة لمحبة الله ، وبغضه تابعاً لبغض الله ؛ فهذا هو الذي ينال ولاية الله عز وجل .
وأهل الخير إذا جالستهم فأنت على خير ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح بحامل المسك ؛ إما أن يحذيك يعني : يعطيك ، وإما أن يبيعك ، يعني يبيع عليك ، وإما أن تجد منه رائحة طيبة (194) .
وكذلك ينبغي أن تطلب منهم أن يزوروك ويأتوا إليك لما في مجيئهم إليك من الخير .
ثم ذكر المؤلف قصة موسى عليه السلام مه الخضر فإن موسى قال لفتاه : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) [الكهف:60] ؛ لأن الله أخبره بأن له عبداً من عباده آتاه رحمة منه وعلمه من لدنه علماً ، فذهب موسى يطلب هذا الرجل حتى لقيه ، وذكر الله تعالى قصتهما مبسوطة في سورة الكهف وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله ، والله أعلم .
* * *
1/360 وعن أنس رضي الله عنه قال : قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ، فلما انتهيا إليها ، بكت ، فقالا لها : ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها . رواه مسلم (195) .
2/361 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكاً ، فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية . قال . هل لك عليه من نعمة تربها عليه ؟ قال : لا ، غير أنى أحببته في الله تعالى ، قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه )) رواه مسلم (196) .
يقال: ((أرصده)) لكذا : إذا وكله بحفظه، و((المدرجة)) بفتح الميم والراء : الطريق ، ومعنى(( تربّها )) تقوم بها ،وتسعى في صلاحها .
3/363 ـ وعنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من عاد مريضاً أو زار أخاً في الله، ناداه منادٍ : بأن طبت، وطاب معشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً))رواه الترمذي وقال: حديث حسن ، وفي بعض النسخ غريب..
4/363 ـ وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ، ونافخ الكير ، فحامل المسك ، إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة )) متفق عليه(198) .
(( يحذيك )) : يعطيك .
الـشـرح
هذه الأحاديث في بيان فضل زيارة الإخوان بعضهم لبعض والمحبة في الله عز وجل .
ففي الحديث الأول في قصة الرجلين من الصحابة رضي الله عنهما ، زارا امرأة كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها . فزاراها من أجل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم إياها .
فلما جلسا عندها بكت ، فقالا لها : ما يبكيك ؟ أما تعلمين أن ما عند الله سبحانه وتعالى خير لرسوله ؟ يعني خير من الدنيا .
فقالت : إني لا أبكي لذلك ولكن لا نقطاع الوحي ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات انقطع الوحي ، فلا وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أكمل الله شريعته قبل أن يتوفى ، فقال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً )[المائدة: 3] ، فجعلا يبكيان ؛ لأنها ذكرتهما بما كانا قد نسياه .
وأما الأحاديث الأخرى ففيها أيضاً فضل الزيارة لله عز وجل ، وأن الله سبحانه وتعالى يثيب من زار أخاه أو عاده في مرضه ، فيقال له : طبت وطاب ممشاك . ويقال لمن زار أخاه لغير أمر دنيوي ولكن لمحبته في الله : إن الله أحبك كما أحببته فيه .
والزيارة لها فوائد فمع هذا الأجر العظيم ، فهي تؤلف القلوب ، وتجمع الناس ، وتذكر الناسي ، وتنبه الغافل، وتعلم الجاهل ، وفيها مصالح كثيرة يعرفها من جربها .
وأما عيادة المريض ففيها كذلك أيضاً من المصالح والمنافع الشيء الكثير ، وقد سبق لنا أنها من حقوق المسلم على المسلم : أن يعوده إذا مرض ، ويذكره بالله عز وجل ، بالتوبة والوصية وغير ذلك مما يستفيد منه .
فهذه الأحاديث وأشباهها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يفعل ما فيه المودة والمحبة لإخوانه ؛ من زيارة وعيادة واجتماع وغير ذلك .
5/364 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك )) متفق عليه (199) .
ومعناه : أن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الأربع ، فاحرص أنت على ذات الدين ، واظفر بها ، واحرص على صحبتها .
6/365 ـ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : (( ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ )) فنزلت : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ) رواه البخاري(200) .
7/366 ـ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) .
رواه أبو داود ، والترمذي بإسناد لا بأس به (201) .
8/367 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )).
رواه أبو داود ، والترمذي بإسناد صحيح ، وقال الترمذي : حديث حسن (202) .
9/368 ـ وعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( المرء مع من أحب )) متفق عليه (203) .
وفي رواية قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟
قال : (( المرء مع من أحب )) .
الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وحسبها ، وجمالها ، ودينها . فاظفر بذات الدين )) .
يعني لأن الأغراض التي تنكح من أجلها المرأة في الغالب تنحصر في هذه الأربع :
المال : من أجل أن ينتفع به الزوج .
والحسب : يعني أن تكون من قبيلة شريفة ، من أجل أن يرتفع بها الزوج .
والجمال : من أجل أن يتمتع بها الزوج .
والدين : من أجل أن تعينه على دينه ، وتحفظ أمانته وترعى أولاده .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فاظفر بذات الدين تربت يداك )) يعني تمسك بها واحرص عليها ، وحث على ذلك بقوله : (( تربت يداك )) وهذه الكلمة تقال عند العرب للحث على الشيء .
ثم ذكر المؤلف أيضاً حديث جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا تزورنا أكثر مما تزورنا )) فنزلت : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) [مريم:64]
ففي هذا الحديث طلب زيارة أهل الخير إلى بيتك . فتطلب منهم أن يزوروك من أجل تنتفع بصحبتهم .
وكذلك في حديث أبي هريرة صحبة المرأة الدينة تعينك على دين الله .
وقد سبق أيضاً أن مثل الجليس الصالح كحامل المسك ، إما أن يحذيك يعني يعطيك منه ، أو يبيعك ، أو تجد منه رائحة طيبة .
ثم ذكر المؤلف أحاديث بهذا المعنى ، مثل ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( المرء على دين خليله ؛ فلينظر أحدكم من يخالل )) يعني أن الإنسان يكون في الدين ، وكذلك في الخلق على حسب من يصاحبه ، فلينظر أحدكم من يصاحب ، فإن صاحب أهل الخير ؛ صار منهم ، وإن صاحب سواهم ؛ صار مثلهم .
فالحاصل أن هذه الأحاديث وأمثالها كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يصطحب الأخيار ، وأن يزورهم ويزوروه لما في ذلك من الخير ، والله الموفق .
* * *
10/369 ـ وعن أنس رضي الله عنه أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( متى الساعة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أعددت لها ؟ )) قال : حب الله ورسوله . قال : (( أنت مع من أحببت ))
متفق عليه (204) ، وهذا لفظ مسلم .
وفي رواية لهما : ما أعددت لها من كثير صوم ، ولا صلاة ولا صدقة ، ولكن أحب الله ورسوله (205).
11/370 ـ وعن أبن مسعود رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( المرء مع من أحب )) متفق عليه (206) .
12/371 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف)) رواه مسلم (207) .
وروى البخاري قوله : (( الأرواح )) إلخ من رواية عائشة رضي الله عنها (208) .
13/372 ـ وعن أسير بن عمرو ويقال : ابن جابر وهو (( بضم الهمزة وفتح السبن المهملة )) قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟
حتى أتى على أويس رضي الله عنه ، فقال له : أنت أويس بن عامر ؟ قال : نعم قال : من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم . قال فكان بك برص ، فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم قال : لك والدة ؟ قال : نعم .
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن كان به برص ، فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل )) فاستغفر لي فاستغفر له .
فقال له : أين تريد ؟ قال : الكوفة ، قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال : أكون في غبراء الناس أحب إلي.
فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم ، فوافى عمر ، فسأله عن أويس ، فقال : تركته رث البيت قليل المتاع .
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع امداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك ، فافعل )) .
فأتى أويساً ، فقال : استغفر لي ، قال : أنت أحدث عهدا ً بسفر صالح ، فاستغفر لي قال : لقيت عمر ؟ قال : نعم ، فاستغفر له ففطن له الناس ، فانطلق على وجهه رواه مسلم (209) .
وفي رواية لمسلم أيضاً عن أسير جابر رضي الله عنه أن أهل الكوفة وفدوا على عمر رضي الله عنه ، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس ، فقال عمر : هل هاهنا أحد من القربيين ؟ فجاء ذلك الرجل ، فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : (( إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له : أويس ، لا يدع باليمن غير أم له ، قد كان به بياض فدعا الله تعالى ، فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم )) (210).
وفي رواية له عن عمر رضي الله عنه قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن خير التابعين رجل يقال له : أويس ، وله والدة وكان به بياض فمروه ، فيستغفر لكم ))(211) .
قوله : (( غبراء الناس )) بفتح الغين المعجمة ، وإسكان الباء وبالمد ، وهم فقراؤهم وصعاليكهم ومن لا يعرف عينه من أخلاطهم ، و (( الأمداد )) جمع مدد وهم الأعوان والناصرون الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد .
14/373 ـ وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة ، فإذن لي ، وقال : (( لا تنسنا يا أخي من دعائك )) فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا .
وفي رواية قال : (( أشركنا يا أخي في دعائك )) .
حديث صحيح رواه أبو داود ، والترمذي وقال حديث حسن صحيح (212).
15/374 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قباء راكباً و ماشياً ، فيصلى فيه ركعتين ، متفق عليه (213) .
وفي رواية : ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت راكباً وماشياً ، وكان ابن عمر يفعله )) (214)
الـشـرح
هذه الأحاديث تتعلق بالباب الذي ذكره المؤلف ؛ من أنه ينبغي إكرام العلماء وتوقيرهم واحترامهم ومصاحبة أهل الخير والصلاح وزيارتهم ودعوتهم للزيارة وما أشبه ذلك.
ففي الحديث الأول عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أعرابياً قال : يا رسول الله ؛ متى الساعة ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( ماذا أعددت لها ؟ )) قال : حب الله ورسوله .
ففي هذا الحديث دليل على أنه ليس الشأن كل الشأن أن يسأل الإنسان متى يموت ؟ ولكن على أي حال يموت ؟ هل يموت على خاتمة ؟ أو على خاتمة سيئة ؟
ولهذا قال : (( ماذا أعددت لها ؟ )) يعني لا تسأل عنها فإنها ستأتي .
قال تعالى : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) [النازعـات:42] وقال تعالى : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) [الأحزاب:63] ، وقال تعالى : ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) [الشورى: 17] .
لكن الشأن ماذا أعددت لها ؟ هل عملت ؟ هل أنبت إلى ربك؟ هل تبت من ذنبك ؟ هذا هو المهم .
وكذلك حديث ابن مسعود وما ذكره المؤلف بعد من فضل محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن الإنسان إذا أحب قوماً كان منهم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( المرء مع من أحب )) .
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث ، فأنا أحب الله ورسوله . أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحبا أبا بكر وعمر ، فالمرء مع من أحب ؛ لأنه إذا أحب قوماً فإنه يألفهم ، ويتقرب منهم ، ويتخلق بأخلاقهم ، ويقتدي بأفعالهم ، كما هي طبيعة البشر .
وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أراد أن يعتمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تنسنا من دعائك ـ أو ـ أشركنا في دعائك)) فهذا حديث ضعيف وإن صححه المؤلف ، فطريقة المؤلف رحمه الله له أنه يتساهل في الحكم على الحديث إذا كان في فضائل الأعمال .
وهذا وإن كان يصدر عن حسن نية ، لكن الواجب اتباع الحق ؛ فالصحيح صحيح ، والضعيف ضعيف ، وفضائل الأعمال تدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة .
نعم أمر النبي عليه الصلاة والسلام من رأى أويساً القرني أو القرني أن يطلب منه الدعاء . لكن هذا خاص به ؛ لأنه كان رجلاً باراً بأمه ، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة .
ولهذا لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يطلب أحد من أحد أن يدعو له ، مع أن هناك من هو أفضل من أويس ؛ فأبو بكر أفضل من أويس بلا شك ، وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة ، وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحداً أن يطلب الدعاء من أحد .
فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلاً صالحاً ، وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين ، أما إذا كان الدعاء عاماً ، يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام ، كأن تطلب منه أن يدعو الله تعالى بالغيث أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس ؛ لأن هذا لمصلحة غيرك ، كما لو سألت المال للفقير ، فإنك لا تلام على هذا و لا تذم .
وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته ، يسألونه أن يدعو الله لهم ، كما قال الرجل حين حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فقام عكاشة ابن محصن قال : ادع الله أن يجعلني منهم. قال : (( أنت منهم )) ثم قال رجل آخر فقال صلى الله عليه وسلم : (( سبقك بها عكاشة )) (215) .
وكما قالت المرأة التي كانت تصرع ، حيث طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها . فقال : ((إن شئت دعوت الله لك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة )). فقالت: أصبر ولكن ادع الله ألا تنكشف عورتي(216) .
فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام من خصوصياته أن يسأل الدعاء ، أما غيره فلا .
نعم لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير ، يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه ، أو أن الله تعالى يستجيب دعوته ؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك : آمين ولك بمثله ، فالأعمال بالنيات . فهذا لم ينو ذلك لمصلحة نفسه خاصة ؛ بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدعاء ، فالأعمال بالنيات .
أما المصلحة الخاصة فهذا كما قال الشافعي رحمه الله يدخل في المسألة المذمومة ، وقد بايع صلى الله عليه وسلم أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئاً .
------------------------
(194) سيأتي تخريجه قريباً .
(195) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم ( 2554 ) .
(196) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب في فضل الحب في الله ، رقم ( 2567 ) .
(198) أخرجه البخاري كتاب الذبائح والصيد ، باب المسك ، رقم ( 5534 ) ، وسلم ، كتاب البر والصلة ، باب استحباب مجالسة الصالحين ، رقم ( 2628 ) .
(199) رواه البخاري ، كتاب النكاح ، باب الأكفاء في الدين ، رقم ( 5090 ) ، ومسلم ، كتاب الرضاع ، باب استحباب نكاح ذات الدين ، رقم ( 1466 ) .
(200) رواه البخاري ، كتاب التفسير ، باب وما نتنزل إلا بأمر ربك . . ، رقم ( 4731 ) .
(201) رواه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب من يؤمر أن يجالس ، رقم ( 4832 ) ، والترمذي ، كتاب الزهد ، بابل ما جاء في صحبة المؤمن ، رقم ( 2395 ) .
(202) رواه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب من يؤمر أن يجالس ، رقم ( 4833 ) ، والترمذي ، كتاب الزهد ، باب ما جاء في أخذ المال بحقه ، رقم ( 2378 ) .
(203) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، رقم ( 6170 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع من أحب ، رقم ( 2641 ) .
(204) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، رقم ( 6167 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع من أحب ، رقم ( 2639 ) .
(205) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب علامة حب الله ، رقم ( 6171 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع أحب ، رقم ( 2639 ) [ 164 ] .
(206) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من سمي بالأنبياء ، رقم ( 6169 ) ، ومسلم ، كتاب البر و الصلة ، رقم ( 2640 ) .
(207) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الأرواح جنود مجندة ، رقم ( 2638 ) .
(208) رواه البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه ، رقم ( 3336 ) .
(209) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 225 ] .
(210) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 223 ] .
(211) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 224 ] .
(212) رواه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب الدعاء ، رقم ( 1498 ) ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، رقم ( 3562 ) .
(213) رواه البخاري ، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، رقم ( 1194 ) ، ومسلم ، كتاب الحج ، باب فضل مسجد قباء . . ، رقم ( 1399 ) .
(214) رواه البخاري ، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، باب مسجد قباء ، رقـم (1191) ، ومسلم ، كتاب الحج ، بـاب فضل مسجد قباء ..، رقـم ( 1399) [ 521 ] .
(215) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب . . . ، رقم ( 6541 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب الدليل دخول طوائف من المسلمين الجنة . . ، رقم ( 216 ) .
(216) رواه البخاري ، كتاب المرضى ، باب فضل من يصرع من الريح ، رقم ( 5652 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرضى . ، رقم ( 2576 ) .
وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم
وزيارة المواضع الفاضلة
قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (60) إلى قوله تعالى: ( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) [60 ، 66] .
وقال تعالى : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) [الكهف: 28] .
الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ باب زيارة أهل الخير ومحبتهم وصحبتهم وطلب الزيارة منهم .
أهل الخير أهل العلم والإيمان والصلاح ، ومحبتهم واجبة ؛ لأن أوثق عرى الإيمان : الحب في الله ، والبغض في الله ، فإذا كان الإنسان محبته تابعة لمحبة الله ، وبغضه تابعاً لبغض الله ؛ فهذا هو الذي ينال ولاية الله عز وجل .
وأهل الخير إذا جالستهم فأنت على خير ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الجليس الصالح بحامل المسك ؛ إما أن يحذيك يعني : يعطيك ، وإما أن يبيعك ، يعني يبيع عليك ، وإما أن تجد منه رائحة طيبة (194) .
وكذلك ينبغي أن تطلب منهم أن يزوروك ويأتوا إليك لما في مجيئهم إليك من الخير .
ثم ذكر المؤلف قصة موسى عليه السلام مه الخضر فإن موسى قال لفتاه : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ) [الكهف:60] ؛ لأن الله أخبره بأن له عبداً من عباده آتاه رحمة منه وعلمه من لدنه علماً ، فذهب موسى يطلب هذا الرجل حتى لقيه ، وذكر الله تعالى قصتهما مبسوطة في سورة الكهف وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله ، والله أعلم .
* * *
1/360 وعن أنس رضي الله عنه قال : قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ، فلما انتهيا إليها ، بكت ، فقالا لها : ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : إني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها . رواه مسلم (195) .
2/361 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى ، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكاً ، فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية . قال . هل لك عليه من نعمة تربها عليه ؟ قال : لا ، غير أنى أحببته في الله تعالى ، قال فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه )) رواه مسلم (196) .
يقال: ((أرصده)) لكذا : إذا وكله بحفظه، و((المدرجة)) بفتح الميم والراء : الطريق ، ومعنى(( تربّها )) تقوم بها ،وتسعى في صلاحها .
3/363 ـ وعنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من عاد مريضاً أو زار أخاً في الله، ناداه منادٍ : بأن طبت، وطاب معشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً))رواه الترمذي وقال: حديث حسن ، وفي بعض النسخ غريب..
4/363 ـ وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ، ونافخ الكير ، فحامل المسك ، إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ، ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة )) متفق عليه(198) .
(( يحذيك )) : يعطيك .
الـشـرح
هذه الأحاديث في بيان فضل زيارة الإخوان بعضهم لبعض والمحبة في الله عز وجل .
ففي الحديث الأول في قصة الرجلين من الصحابة رضي الله عنهما ، زارا امرأة كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها . فزاراها من أجل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم إياها .
فلما جلسا عندها بكت ، فقالا لها : ما يبكيك ؟ أما تعلمين أن ما عند الله سبحانه وتعالى خير لرسوله ؟ يعني خير من الدنيا .
فقالت : إني لا أبكي لذلك ولكن لا نقطاع الوحي ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات انقطع الوحي ، فلا وحي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا أكمل الله شريعته قبل أن يتوفى ، فقال تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً )[المائدة: 3] ، فجعلا يبكيان ؛ لأنها ذكرتهما بما كانا قد نسياه .
وأما الأحاديث الأخرى ففيها أيضاً فضل الزيارة لله عز وجل ، وأن الله سبحانه وتعالى يثيب من زار أخاه أو عاده في مرضه ، فيقال له : طبت وطاب ممشاك . ويقال لمن زار أخاه لغير أمر دنيوي ولكن لمحبته في الله : إن الله أحبك كما أحببته فيه .
والزيارة لها فوائد فمع هذا الأجر العظيم ، فهي تؤلف القلوب ، وتجمع الناس ، وتذكر الناسي ، وتنبه الغافل، وتعلم الجاهل ، وفيها مصالح كثيرة يعرفها من جربها .
وأما عيادة المريض ففيها كذلك أيضاً من المصالح والمنافع الشيء الكثير ، وقد سبق لنا أنها من حقوق المسلم على المسلم : أن يعوده إذا مرض ، ويذكره بالله عز وجل ، بالتوبة والوصية وغير ذلك مما يستفيد منه .
فهذه الأحاديث وأشباهها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يفعل ما فيه المودة والمحبة لإخوانه ؛ من زيارة وعيادة واجتماع وغير ذلك .
5/364 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك )) متفق عليه (199) .
ومعناه : أن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الأربع ، فاحرص أنت على ذات الدين ، واظفر بها ، واحرص على صحبتها .
6/365 ـ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : (( ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ )) فنزلت : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ) رواه البخاري(200) .
7/366 ـ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) .
رواه أبو داود ، والترمذي بإسناد لا بأس به (201) .
8/367 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )).
رواه أبو داود ، والترمذي بإسناد صحيح ، وقال الترمذي : حديث حسن (202) .
9/368 ـ وعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( المرء مع من أحب )) متفق عليه (203) .
وفي رواية قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟
قال : (( المرء مع من أحب )) .
الـشـرح
ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وحسبها ، وجمالها ، ودينها . فاظفر بذات الدين )) .
يعني لأن الأغراض التي تنكح من أجلها المرأة في الغالب تنحصر في هذه الأربع :
المال : من أجل أن ينتفع به الزوج .
والحسب : يعني أن تكون من قبيلة شريفة ، من أجل أن يرتفع بها الزوج .
والجمال : من أجل أن يتمتع بها الزوج .
والدين : من أجل أن تعينه على دينه ، وتحفظ أمانته وترعى أولاده .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فاظفر بذات الدين تربت يداك )) يعني تمسك بها واحرص عليها ، وحث على ذلك بقوله : (( تربت يداك )) وهذه الكلمة تقال عند العرب للحث على الشيء .
ثم ذكر المؤلف أيضاً حديث جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا تزورنا أكثر مما تزورنا )) فنزلت : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) [مريم:64]
ففي هذا الحديث طلب زيارة أهل الخير إلى بيتك . فتطلب منهم أن يزوروك من أجل تنتفع بصحبتهم .
وكذلك في حديث أبي هريرة صحبة المرأة الدينة تعينك على دين الله .
وقد سبق أيضاً أن مثل الجليس الصالح كحامل المسك ، إما أن يحذيك يعني يعطيك منه ، أو يبيعك ، أو تجد منه رائحة طيبة .
ثم ذكر المؤلف أحاديث بهذا المعنى ، مثل ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( المرء على دين خليله ؛ فلينظر أحدكم من يخالل )) يعني أن الإنسان يكون في الدين ، وكذلك في الخلق على حسب من يصاحبه ، فلينظر أحدكم من يصاحب ، فإن صاحب أهل الخير ؛ صار منهم ، وإن صاحب سواهم ؛ صار مثلهم .
فالحاصل أن هذه الأحاديث وأمثالها كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يصطحب الأخيار ، وأن يزورهم ويزوروه لما في ذلك من الخير ، والله الموفق .
* * *
10/369 ـ وعن أنس رضي الله عنه أن أعرابياً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( متى الساعة ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما أعددت لها ؟ )) قال : حب الله ورسوله . قال : (( أنت مع من أحببت ))
متفق عليه (204) ، وهذا لفظ مسلم .
وفي رواية لهما : ما أعددت لها من كثير صوم ، ولا صلاة ولا صدقة ، ولكن أحب الله ورسوله (205).
11/370 ـ وعن أبن مسعود رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( المرء مع من أحب )) متفق عليه (206) .
12/371 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الناس معادن كمعادن الذهب والفضة ، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ، والأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف)) رواه مسلم (207) .
وروى البخاري قوله : (( الأرواح )) إلخ من رواية عائشة رضي الله عنها (208) .
13/372 ـ وعن أسير بن عمرو ويقال : ابن جابر وهو (( بضم الهمزة وفتح السبن المهملة )) قال : كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا أتى عليه أمداد أهل اليمن سألهم : أفيكم أويس بن عامر ؟
حتى أتى على أويس رضي الله عنه ، فقال له : أنت أويس بن عامر ؟ قال : نعم قال : من مراد ثم من قرن ؟ قال : نعم . قال فكان بك برص ، فبرأت منه إلا موضع درهم ؟ قال : نعم قال : لك والدة ؟ قال : نعم .
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ، ثم من قرن كان به برص ، فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل )) فاستغفر لي فاستغفر له .
فقال له : أين تريد ؟ قال : الكوفة ، قال : ألا أكتب لك إلى عاملها ؟ قال : أكون في غبراء الناس أحب إلي.
فلما كان من العام المقبل حج رجل من أشرافهم ، فوافى عمر ، فسأله عن أويس ، فقال : تركته رث البيت قليل المتاع .
قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع امداد من أهل اليمن من مراد ثم من قرن ، كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم ، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت أن يستغفر لك ، فافعل )) .
فأتى أويساً ، فقال : استغفر لي ، قال : أنت أحدث عهدا ً بسفر صالح ، فاستغفر لي قال : لقيت عمر ؟ قال : نعم ، فاستغفر له ففطن له الناس ، فانطلق على وجهه رواه مسلم (209) .
وفي رواية لمسلم أيضاً عن أسير جابر رضي الله عنه أن أهل الكوفة وفدوا على عمر رضي الله عنه ، وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس ، فقال عمر : هل هاهنا أحد من القربيين ؟ فجاء ذلك الرجل ، فقال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : (( إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له : أويس ، لا يدع باليمن غير أم له ، قد كان به بياض فدعا الله تعالى ، فأذهبه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم )) (210).
وفي رواية له عن عمر رضي الله عنه قال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن خير التابعين رجل يقال له : أويس ، وله والدة وكان به بياض فمروه ، فيستغفر لكم ))(211) .
قوله : (( غبراء الناس )) بفتح الغين المعجمة ، وإسكان الباء وبالمد ، وهم فقراؤهم وصعاليكهم ومن لا يعرف عينه من أخلاطهم ، و (( الأمداد )) جمع مدد وهم الأعوان والناصرون الذين كانوا يمدون المسلمين في الجهاد .
14/373 ـ وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة ، فإذن لي ، وقال : (( لا تنسنا يا أخي من دعائك )) فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا .
وفي رواية قال : (( أشركنا يا أخي في دعائك )) .
حديث صحيح رواه أبو داود ، والترمذي وقال حديث حسن صحيح (212).
15/374 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قباء راكباً و ماشياً ، فيصلى فيه ركعتين ، متفق عليه (213) .
وفي رواية : ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت راكباً وماشياً ، وكان ابن عمر يفعله )) (214)
الـشـرح
هذه الأحاديث تتعلق بالباب الذي ذكره المؤلف ؛ من أنه ينبغي إكرام العلماء وتوقيرهم واحترامهم ومصاحبة أهل الخير والصلاح وزيارتهم ودعوتهم للزيارة وما أشبه ذلك.
ففي الحديث الأول عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أعرابياً قال : يا رسول الله ؛ متى الساعة ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : (( ماذا أعددت لها ؟ )) قال : حب الله ورسوله .
ففي هذا الحديث دليل على أنه ليس الشأن كل الشأن أن يسأل الإنسان متى يموت ؟ ولكن على أي حال يموت ؟ هل يموت على خاتمة ؟ أو على خاتمة سيئة ؟
ولهذا قال : (( ماذا أعددت لها ؟ )) يعني لا تسأل عنها فإنها ستأتي .
قال تعالى : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ) [النازعـات:42] وقال تعالى : ( يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً ) [الأحزاب:63] ، وقال تعالى : ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ ) [الشورى: 17] .
لكن الشأن ماذا أعددت لها ؟ هل عملت ؟ هل أنبت إلى ربك؟ هل تبت من ذنبك ؟ هذا هو المهم .
وكذلك حديث ابن مسعود وما ذكره المؤلف بعد من فضل محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن الإنسان إذا أحب قوماً كان منهم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( المرء مع من أحب )) .
قال أنس : فما فرحنا بعد الإسلام بشيء فرحنا بهذا الحديث ، فأنا أحب الله ورسوله . أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحبا أبا بكر وعمر ، فالمرء مع من أحب ؛ لأنه إذا أحب قوماً فإنه يألفهم ، ويتقرب منهم ، ويتخلق بأخلاقهم ، ويقتدي بأفعالهم ، كما هي طبيعة البشر .
وأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أراد أن يعتمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (( لا تنسنا من دعائك ـ أو ـ أشركنا في دعائك)) فهذا حديث ضعيف وإن صححه المؤلف ، فطريقة المؤلف رحمه الله له أنه يتساهل في الحكم على الحديث إذا كان في فضائل الأعمال .
وهذا وإن كان يصدر عن حسن نية ، لكن الواجب اتباع الحق ؛ فالصحيح صحيح ، والضعيف ضعيف ، وفضائل الأعمال تدرك بغير تصحيح الأحاديث الضعيفة .
نعم أمر النبي عليه الصلاة والسلام من رأى أويساً القرني أو القرني أن يطلب منه الدعاء . لكن هذا خاص به ؛ لأنه كان رجلاً باراً بأمه ، وأراد الله سبحانه وتعالى أن يرفع ذكره في هذه الدنيا قبل جزاء الآخرة .
ولهذا لم يأمر النبي عليه الصلاة والسلام أن يطلب أحد من أحد أن يدعو له ، مع أن هناك من هو أفضل من أويس ؛ فأبو بكر أفضل من أويس بلا شك ، وغيره من الصحابة أفضل منه من حيث الصحبة ، وما أمر النبي عليه الصلاة والسلام أحداً أن يطلب الدعاء من أحد .
فالصواب أنه لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلاً صالحاً ، وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين ، أما إذا كان الدعاء عاماً ، يعني تريد أن تطلب من هذا الرجل الصالح أن يدعو بدعاء عام ، كأن تطلب منه أن يدعو الله تعالى بالغيث أو برفع الفتن عن الناس أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس ؛ لأن هذا لمصلحة غيرك ، كما لو سألت المال للفقير ، فإنك لا تلام على هذا و لا تذم .
وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام فإن سؤال الصحابة له من خصوصياته ، يسألونه أن يدعو الله لهم ، كما قال الرجل حين حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فقام عكاشة ابن محصن قال : ادع الله أن يجعلني منهم. قال : (( أنت منهم )) ثم قال رجل آخر فقال صلى الله عليه وسلم : (( سبقك بها عكاشة )) (215) .
وكما قالت المرأة التي كانت تصرع ، حيث طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها . فقال : ((إن شئت دعوت الله لك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة )). فقالت: أصبر ولكن ادع الله ألا تنكشف عورتي(216) .
فالحاصل أن الرسول عليه الصلاة والسلام من خصوصياته أن يسأل الدعاء ، أما غيره فلا .
نعم لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير ، يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه ، أو أن الله تعالى يستجيب دعوته ؛ لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك : آمين ولك بمثله ، فالأعمال بالنيات . فهذا لم ينو ذلك لمصلحة نفسه خاصة ؛ بل لمصلحة نفسه ومصلحة أخيه الذي طلب منه الدعاء ، فالأعمال بالنيات .
أما المصلحة الخاصة فهذا كما قال الشافعي رحمه الله يدخل في المسألة المذمومة ، وقد بايع صلى الله عليه وسلم أصحابه على أن لا يسألوا الناس شيئاً .
------------------------
(194) سيأتي تخريجه قريباً .
(195) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب صلة الرحم وتحريم قطيعتها ، رقم ( 2554 ) .
(196) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب في فضل الحب في الله ، رقم ( 2567 ) .
(198) أخرجه البخاري كتاب الذبائح والصيد ، باب المسك ، رقم ( 5534 ) ، وسلم ، كتاب البر والصلة ، باب استحباب مجالسة الصالحين ، رقم ( 2628 ) .
(199) رواه البخاري ، كتاب النكاح ، باب الأكفاء في الدين ، رقم ( 5090 ) ، ومسلم ، كتاب الرضاع ، باب استحباب نكاح ذات الدين ، رقم ( 1466 ) .
(200) رواه البخاري ، كتاب التفسير ، باب وما نتنزل إلا بأمر ربك . . ، رقم ( 4731 ) .
(201) رواه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب من يؤمر أن يجالس ، رقم ( 4832 ) ، والترمذي ، كتاب الزهد ، بابل ما جاء في صحبة المؤمن ، رقم ( 2395 ) .
(202) رواه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب من يؤمر أن يجالس ، رقم ( 4833 ) ، والترمذي ، كتاب الزهد ، باب ما جاء في أخذ المال بحقه ، رقم ( 2378 ) .
(203) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، رقم ( 6170 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع من أحب ، رقم ( 2641 ) .
(204) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب ما جاء في قول الرجل : ويلك ، رقم ( 6167 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع من أحب ، رقم ( 2639 ) .
(205) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب علامة حب الله ، رقم ( 6171 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع أحب ، رقم ( 2639 ) [ 164 ] .
(206) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، باب من سمي بالأنبياء ، رقم ( 6169 ) ، ومسلم ، كتاب البر و الصلة ، رقم ( 2640 ) .
(207) رواه مسلم ، كتاب البر والصلة ، باب الأرواح جنود مجندة ، رقم ( 2638 ) .
(208) رواه البخاري ، كتاب أحاديث الأنبياء ، باب خلق آدم صلوات الله عليه ، رقم ( 3336 ) .
(209) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 225 ] .
(210) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 223 ] .
(211) رواه مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب من فضائل أويس القرني ، رقم ( 2542 ) [ 224 ] .
(212) رواه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب الدعاء ، رقم ( 1498 ) ، والترمذي ، كتاب الدعوات ، باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، رقم ( 3562 ) .
(213) رواه البخاري ، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، رقم ( 1194 ) ، ومسلم ، كتاب الحج ، باب فضل مسجد قباء . . ، رقم ( 1399 ) .
(214) رواه البخاري ، كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة ، باب مسجد قباء ، رقـم (1191) ، ومسلم ، كتاب الحج ، بـاب فضل مسجد قباء ..، رقـم ( 1399) [ 521 ] .
(215) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب . . . ، رقم ( 6541 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب الدليل دخول طوائف من المسلمين الجنة . . ، رقم ( 216 ) .
(216) رواه البخاري ، كتاب المرضى ، باب فضل من يصرع من الريح ، رقم ( 5652 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرضى . ، رقم ( 2576 ) .
عابرسبيل- مشرف
-
[img]https://2img.net/h/oi45.tinypic.com/8vuutv.jpg[/img
عدد المساهمات : 510
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
الموقع : http://www.salafi.com/
رد: زيارة أهل الخير ومجالستهم
اخى/ عابر سبيل
طرح جميل وطيب
جزاك الله خير
مشكور
طرح جميل وطيب
جزاك الله خير
مشكور
مبروكه الرياحى- عضومتالق
- [img]https://2img.net/h/oi45.tinypic.com/8vuutv.jpg[/img
[img]https://2img.net/h/oi45.tinypic.com/8vuutv.jpg[/img
عدد المساهمات : 103
تاريخ التسجيل : 10/04/2010
رد: زيارة أهل الخير ومجالستهم
مشكور اخي عابر سبيل
جزك الله خير
جزك الله خير
انورالرياحي11- نايب المدير /الشئون الادارية
-
عدد المساهمات : 1402
تاريخ التسجيل : 04/09/2009
الموقع : https://alreahy7.ahlamontada.com/
رد: زيارة أهل الخير ومجالستهم
بارك الله فيكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين
المغرب العربي- عضو فضى
-
[
عدد المساهمات : 370
تاريخ التسجيل : 10/07/2010
العمر : 40
رد: زيارة أهل الخير ومجالستهم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
جوزيت خيراً . مسألة طلب الدعاء تحتاج بعض التوضيح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 01 مايو 2020, 17:16 من طرف الرياحى
» ترحيب بالعضو الجديد Samar
الجمعة 01 مايو 2020, 17:14 من طرف الرياحى
» نسب قبيلة رياح فى سوكنة ليبيا الهلالي
الجمعة 20 مارس 2020, 11:09 من طرف فيتوري ارياحي
» الزروق الرياحي
الجمعة 20 مارس 2020, 09:21 من طرف فيتوري ارياحي
» الترابط الاجتماعى لقبيلة رياح مهم جدا
الخميس 24 أكتوبر 2019, 10:40 من طرف بن يوسف رياحي
» قبائل بني هلال في ليبيا
الأربعاء 23 أكتوبر 2019, 18:20 من طرف فيتوري ارياحي
» تحرير خالد الرياحي من بلدة سوكنة
الأربعاء 21 أغسطس 2019, 20:33 من طرف فيتوري ارياحي
» دعاء....
الأربعاء 19 يونيو 2019, 05:59 من طرف بن يوسف رياحي
» استعيذوا بالله من النار..
الخميس 13 يونيو 2019, 04:45 من طرف فيتوري ارياحي