احذر الكِبْر فهو أول أشبار أبي شبر .

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ،و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، محمد و آله و صحبه .

و بـــــــعد :

أحذر غاية الحذر يا رعاك الله ، أن تكون أبا شبر ، فإنه قد قيل : العلم
ثلاثة أشبر ،ففي الأول يتكبر لأنه ما عرف حقيقة نفسه ، و نسى أو تنسى داء
الكبر في نفسه ، فهو صفة مذمومة يترفع عنها آحاد المومنين ،فكيف بمن يُنسب
إلى العلم و حملته ، فهو آفة عظيمة ، غائلته هائلة، وفيه يهلك الخواص من
الخلق ، و كيف لا تَعْظم آفته و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)) رواه مسلم (2620)

ثم أعلم رعاك الله، إن العُبّاد و العلماء ، ليسوا في كبر سواء ،بل هم فيه على درجات و أنحاء .

قال ابن قدامة رحمه الله : [ اعلم أن العلماء و العُبّاد في آفة الكبر على ثلاثة درجات :

الأولى
: أن يكون الكبر مستقرا في قلب الإنسان منهم ، فهو يرى نفسه خيرا من غيره
،إلا أنه يجتهد و يتواضع ، فهذا في قلبه شجرة الكبر مغروسة ، إلا أنه قد
قطع أغصانها .

الثانية
: أن يُظهر لك بأفعاله ، من الترفع في المجالس ، و التقدم على الأقران ، و
الإنكار على من يقصر في حقّه ، فترى العالم يُصعِّر خدّه للناس ، كأنه
معرض عنهم ، و العابد يعيش كأنه مُسْتقذِر لهم ، و هذان قد جهلا ما أدب الله به نبيه صلى الله عليه وسلم حين قال : (( و اخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين)) الشعراء: ٢١٥

الثالثة : أن يُظهِر الكِبْر بلسانه ، كالدعاوى و المفاخرة ، و تزكية النفس ، و حكايات الأحوال في معرض المفاخرة لغيره .

و
اعلم أن التكبر يَظْهر في شمائل الإنسان ، كصعر وجهه ، ونظره شزرا ، و
إطراقِ رأسه ، و جلوسه متربعا و متكئا ، و في أقواله ، حتى في صوته و
نغمته ، و صغية إيراده الكلام ، و يظهر ذلك أيضا في مشيه و تبختره ، و
قيامه وقعوده و حركاته ، وسائر تقلباته ] ا هـ . من مختصر منهاج القاصدين .

و
بالجملة فما تحلّى طالب العلم ،بحلية أجمل ولا أحلى ، ولا ارتدى حُلّة في
غاية الروعة و البهجة من التواضع ، وما ترََدّى أبا شبر برداء أحقر ، ولا
تزيّا بزيّ أسوأ من الكبر .

و
لذا وصى عمر رضي الله عنه ،أهل العلم بالتواضع للمعلم و المتعلم ،و هي
نصيحة غالية فاجعلها منك على ذُكْر ما حييت ، قال رضي الله عنه: (تعلموا
العلم و علّموه الناس ، و تعلّموا له الوقار و السكينة ، و تواضعوا لمن
تعلمتم منه ، و لمن علمتموه ، ولا تكونوا جبابرة العلماء ، فلا يقوم جهلكم
بعلمكم)ا هـ .من جامع بيان العلم.

و
لو عرضنا صور العلماء من أهل السنة سلفا و خلفا لما وسعنا المقام و الكلام
فقد نبذو الكِبْر نبذ النواة ، من قلوبهم و أخلاقهم و حذّرو الناس منه،
فهو رعونة تنسى النفس أن ما بها من نعمة فمن الله و حده .

كتبت هذا الكلام ،و التقصير حاصل في أضفافه و ثناياه ،و القلب مازال في
حناياه ما يقول ،و للحديث بقية نكملُ فيها بقية الأشبار أن شاء الله بمنه
و كرمه و إحسانه ،فـ تحت الإشارات عبارات ، و في الزوايا خبايا ، و من فتش
وجد .

و كتبته مستفيدا مستعينا من بعض كتب أهل العلم و الحمد لله أولا و آخرا

و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه

أخوكم أبوجابر القاضي

منقول من شبكة البينة السلفية

روووعه الطرح
يعطيك العافية
ويسلم
ذوقك
اخي المغرب العربي

بارك الله فيك وفقنا لما يحب و يرضى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يأخي المغرب العربي ، توجد أمور لا تدل على الكبر في مجتمعنا فلو حذفتها إلا إذا كانت من القرآن أو السنة مثل الجلوس متربعاً وكذلك الأمر في كل المواضيع المنقولة .
انظر إلى موضوعي ضوابط النقل من المنتديات لعل فيه الفائدة

احذر الكِبْر فهو أول أشبار أبي شبر .

احذر الكِبْر فهو أول أشبار أبي شبر .

رد: احذر الكِبْر فهو أول أشبار أبي شبر .

رد: احذر الكِبْر فهو أول أشبار أبي شبر .

رد: احذر الكِبْر فهو أول أشبار أبي شبر .