ماذا ينقص أخلاقنا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تقييمنا لأخلاق الناس لاينبع دائماً من نظرة موضوعية ، فإذا كنا نسيء الظن بشخص ما فإن حكمنا على تصرفاته لن يكون مثل حكمنا عليه لوأننا نحسن الظن به ؛ فهذا الذي نسيء الظن به لو أظهر لنا الود لقلنا منافق ، ولو قدم لنا خدمة لقلنا غاش ، ولو زارنا لقلنا متلصص ،... الخ .
وقد تنبه العرب إلى أن الحكم الذي يسبغه الناس على غيرهم إنما هو وليد الظروف المحيطة بهذا الشخص ؛ فقالوا عن الفقير إذا أظهر شجاعة أنه متهور ، وإذا أظهر حلماً أنه جبان , إذا أظهر كرماً أنه مبذر ، وإذا أظهر صبراً قالوا بليد ، وإذا تواضع قيل ذليل ، وإذا اعتز بنفسه قيل متكبر
وهلمجرا ..
ومصداقاً لذلك تحضرني هذه الأبيات:
يمشي الفقير وكل شيء ضده== والناس تغلق دونه أبوابها . وتراه مبغوضاً وليس بمذنب== ويرى العداوة لايرى أسبابها . حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة == خضعت إليه وحركت أذنابها . وإذا رأت يوماً فقيراً عابراً نبحت عليه == وكشرت أنيابها.
ولذلك فعلى الإنسان أن يحرص على عزة نفسه كما قال الشاعر :
كل الفضائل لولا العز ضائعة== أمانة الكلب لم تشفع بذلته .