أضعف الإيمان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نفاجأ أحياناً بمنكرات مستحدثة من فرد أو فئة من الناس ، ينكرها الجميع بقلبه وقد تصبح حديث المجالس ولكن بعد فترة من الزمن نراها وقد أخذت طريقها إلى أن تصبح عادة من العادات أو عرفاً من الأعراف أو تقليداً من التقاليد ، وحينئذ يصبح خلافها هو المنكر كما جرى لغيرها من المنكرات التي دخلت في نسيج المجتمع في غفلة من الناهين عن المنكر، حينذاك وحينما تتجذر وتترسخ ينتبه إليها البعض بعد فوات الأوان فيحاولون اجتثاتها مستندين إلى نصوص الدين ، فيقول المدافعون عنها " ما هذا ؟ أكل شيء محرم في الدين ؟ ألا يوجد في ديننا فسحة ؟... أو يعتبرون من ينهى عنها من المتنطعين . أقول هكذا يكون مصير هذا الأمر الذي كان في يوم ما أمر مستنكر لأننا لم نواجهه من بدايته .
يصبح أمر قد ورثناه من الأجداد وأصبح سمة من سمات مجتمعنا وميزة من ميزاته ، وما يرثه المرأ من العادات يصعب عليه مفارقته { بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ } 22 الزخرف . وهذا ربما السبب الذي تجد فيه الحديث وهو يصر على إنكار المنكر إلى أقصى حدود الاستطاعة . عن أبي سعيد الخدري رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: <من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان> رَوَاهُ مُسْلِمٌ. انظر إلى حال الأمة حين كانت تنهى عن المنكر ولا تدعه يستشري {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } 110 آل عمران . وانظر إلى حال الأمة التي لم تنه عن المنكر،{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ 78 كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } 79 المائدة . أخشى أننا إذا فعلنا فعلهم أن نلق مصيرهم .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الرياحي تقديري

موفق اخى
بارك الله فيك
مشكور

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم .
جزاك الله خيراً أخي المغرب العربي .
تحياتي