نحن في القمة في مسابقات القرآن الكريم وينبغي أن نبقى على القمة

الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول صلى الله عليه و سلم .

رغم أنه ليس الهدف من تعلم القرآن هو الحفظ فقط إلا أن الحفظ هو من غير ريب أمر عظيم وذو أهمية بالغة وأنا أرى كأنه تحقيق لقوله تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }9 الحجر . وبلادنا كان لها في الماضي اهتمام بكتاب الله ومن فضله تعالى استمر هذا الاهتمام بل ربما ازداد في هذه العقود الأخيرة وظهر ذلك جلياً في بروز أبناءنا أوائل في أرفع المسابقات الدولية دون أن ننسى مشائخنا الأفاضل وقراءنا الأجلاء وقد ساعد على هذه النهضة جملة أمور بعد الرغبة العارمة لدى شبابنا بل وأطفالنا وهو الدعم المادي والمعنوي من الدولة الذي على رأسه قرار مجلس قيادة الثورة القاضي بترقية حافظ القرآن الكريم في الدرجة الوظيفية إلى مستوى الدرجة الجامعية ثم الهدف الذي وضع مؤخراً بجعل ليبيا بلد المليون حافظ ، والمليون ارتبط عند العرب بعدة أمور .. شاعر المليون ... من سيربح المليون ... بلد المليون شاعر لكنها جميعها تخجل من لقب المليون حافظ ... مع الإجلال لبلد المليون شهيد ...

وما حققه أبناءنا وما وضعناه من هدف غال وعال يجعلنا في القمة وأية قمة سامقة ومشرفة ... ولكن يقولون أن الوصول إلى القمة أسهل من المحافظة عليها ، خاصة أن احتكارها يدعو الآخرين إلى وضع الخطط للتربع فوقها وذلك أمر مشروع .. فعلينا أن نكون في غاية الانتباه والتيقظ لا أن يحدث لنا مثلما حدث في مسابقات الخيل التي كنا في قمتها ثم انحدرنا إلى قاعها وكأن يد عملاقة انتزعتنا من الأعالي وألقت بنا إلى القاع نتعثر في الارتقاء وكأن ما كنا نشهده من انتصارات مجرد أحلام وردية لاعلاقة لها بالواقع .. وهذا مجرد استطراد فالأمرين لايقارنان ببعضهما .

ونسأل الله تعالى أن يكون القصد أولاً وأخيراً هو مرضاة الله تعالى .