الآبار وموارد المياه لقبيلة رياح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أ في ليبيا تسمى الآبار الصحراويه المؤطرة فمها بالأحجار ( المربوطة ) تسمى " معاطن " مفردها " معطن " نسبة لأعطان الإبل وتسمى الآبار القصيرة الموسمية غير المربوطة والتي تحفر موسمياً تسمى" أثماد " مفردها" ثمد " وهي كلمة عربية صرفة وإذا كانت البئر غزيرة الماء تُعطى لقب " منهل " ويقاس طول البئر بالقامة وهي طول الذراعين الممتدين أفقياً وتعتبر منطقة " سوكنة " هي مركزقبيلة رياح ليبيا لأنهم يملكون فيها الأرض مع السكان المنتسبين للبلدة وهم "السواكنة " وليس في كل وديان سوكنة آبار ولذا يحمل الماء على ظهور الإبل إلى النجوع المتواجدة في الوديان التي لا توجد بها آبار فيما يعرف ب " الوردة " أي ورود الإبل على الماء ولذلك يقولون في أمثالهم ( الوردة جت والنار قدت ) أي حينما يأتي الماء توقد النار لأنه لاطبخ عادة بدون ماء والجائع ينتظر الماء لتوقد نار الطبخ وسنسرد فيما يأتي إن شاء الله تعالى أسماء الآبار في وديان سوكنة أرض قبيلة رياح ::ولا يفوأولاً آبار وادي رواوص : وهو واد شمال سوكنة
1ـ الرشيدية : تقع في مصب وادي سيح صرة أحد روافد وادي رواوص طولها 35 قامة دفن بجوارها شيخ رياح " فرحات بن حميدة الأسود " عام 1944م .شمال سوكنة .
2ـالأهيقة : جنوب بئر الرشيدية ، وليس فيها ماء أو مهدمة وكانت إلى زمن ليس بالبعيد منهلاً كبيراً وكان في وسطها نتوء حجري فيضطر الواردون إليها بأنعامهم أن يُنزلوا أحدهم حتى يُوجّه الدلو إلى أحد جواب البئر وما زالت حكاية تُروى عن أن أحد أفراد قبيلة المشاشي كان في أسفلها وفضل أن يمسك بالحبل بدل أن يربط جسمه به وعند وصوله على فم البئر قال : " يداي فشلتا " أو بلهجته " يديّا فشلوا " وانفلت الحبل من يديه فتوفي على ذلك الحجر الناتئ . رحمه الله تعالى .
3ـ العلقة : جنوب الأهيقة ، بقربها قلب " كََوْ " والقلب من الجبال هو جبل منعزل مخروطي الشكل .
4ـ الغشيرية : تقع جنوب الأهيقة .
5ـ القيدية : تقع جنوب الغشيرية .
6ـ ونزف : وهي الآن غير معروفة الموقع بدقة ، وقد كانت في الماضي منهلاً غزيراً كبيراً لكنها تقع على حدود أرض رياح من الشمال بقرب المحارث أي الأراضي الزراعية الموسمية البعلية وكان من عادة رياح الرجوع في الصيف إلى سوكنة فخشي القوم أن تضيع منهم مع أرضها لكثرة الواردين إليها فردموهها وأغلقوها بجلد ناقة على مسافة من فمها ورموا بالأحجار المحيطة بفمها بعيداً عنها لأن فيها آثار الحبال وهي تقع في مصب وادي أم العرفج أحد روافد وادي رواوص ، وقد روى مبارك عطية ( عمره اكثر من سبعين عام ) عن والده عن علي بن قدورة أنه في طفولته كان ماراً مع أبيه في ذلك المكان فقال الوالد هاهنا الخالية فسأله والده عنها فقال له : ( حوّش .. حوّش ) أي ادفع الأغنام إلى المرعى ، لأنه كان من اللذين ردموها وأقسموا على عدم الإخبار بمكانها ولذلك قال قائلهم : [ ونزف وطبله يزنزف ....... ولجداد مرباع ماله ....... وماعد يذكار ونزف ....... لولا جراير حباله ] والمعنى أى أن طبل ونزف يدوي وقد كانت الإبل والأغنام في وديان الأجداد ترده في الربيع وعبّر بالمال عن الإبل والأغنام ، ولن يذكر بئر ونزف لولا أثر الحبال في الأحجار التي كانت على فوّهة البئر . وقد روى البعض أنه رأى بعض هذه الأحجار .
ثانياً : آباروادي نينة : وهو واد شمال سوكنه به الان مشروع زراعي كبير :
1ـ بئر مَغَطِي : جنوب نينة ، وطولها 17 قامة ، وقد دارت بقربه نكتة مازالت تروي رغم بعد العهد وهي أن عائلة تسمى ( الغويوات ) مرت بمحاداة البئر فلمحوا عن بعد أحجاراً ذات أشكال شبية بالحيوانات فظنوها أبقاراً وقد كانت توجد الأبقار الصحراوية في وديان سوكنة في ذلك الزمان فأُطلق على هذه الأحجار منذئذ ( بقر الغويوات ) . كما جرت بقرب البئر حادثة أخرى أقدم وهي رجوع ثلاثة رجال من قبيلة الكعوب للثأر من قبيلة رياح بعد أن أجلوهم من المنطقة وتولوا الأمر بعدهم وكان شيخاً كبيراً قد فقد أخاه في تلك المعركة فجاء بابني أخيه وهو أعمى وكان الإتجاه من خلال النباتات التي تنمو فيها وكذلك شم التراب إلى أن تمكنوا من التسلل إلى النجع ومقابلة امرأة من الكعوب زوجة لرجل رياحي أخبرتهم أن القوم لهم يلعبون فيه الكرة فإذا انطلقوا إلى لعبهم أشرت إليكم بقطعة قماش لتباغتوا النجع ورجاله خلوف وفعلوا ما أشارت إليهم فأحدث ذلك نوع من الاضطراب ثم فرّ الرجال الثلاثة قانعين بمافعلوا وقد رُوي هذين البيتين من الشعر على لسان الشيخ الهرم يقول فيه : ( ركوب القزازين للخيل ..... لحوق فارساً بو جنايا ...... حياني كما حيت السيل ...... في واياً بو حنايا ) والمعنى أن تمكّن اليتامى اللذين قتل والدهم من ركوب الخيل واللحاق بالفارس الجاني أي القاتل جعلتني أحي بعد هذا الهرم كما يحي الواد المجذب بعد السيل وقد نقل إلينا الرواة أن اسم ذلك الشيخ هو ( الجندي ) .
كما أنه لايبعد عن هذا البئر كهوف تحتوي على رسومات من أزمان ما قبل التاريخ تسمى محلياً [ التصاوير ] .
2ـ بئر الرجل : وهي في وادي الرجل أحد روافد وادي نينة وطولها 25 قامة وقد حدثت بقربها ما يعرف ب ( هوشة الرجل ) وهو خلاف جرى بين عشيرتين لم ينتج عنه أي ضرر نتيجة حكمة ( يوسف بن امحمد بن يوسف بوراس ) الذي استغل كونه مرابط أي ( ولي صالح ) فيما يزعم القوم فخط خطاً على مساحة طويلة من الأرض وقال أن من يتجاوزه فسيحل به الهلاك بإذن الله فتصالح الحيين دون أي أذى ووصلت إلينا وثيقة الصلح التي دونت خلال القرن التاسع عشر الميلادي . كما أن بقرب هذه البئر توجد رسومات في كهوف منذ ما قبل التاريخ اطلعت عليها بنفسي .
ثالثاَ : وادى بَيّ :
1ـ بئر القذافية طولها 35 قامة في الضفة الشرقية من الوادي مالحة الماء وقد وجد بها رجل ميت منذ حوالي خمس وسبعون عاماً وقد سمي ذلك العام بعام طايح القذافية على عادة الناس في ذلك الزمان وقد أخرجه من البئر ( حسين بن يوسف بن امحمد بن يوسف بوراس ـ و الزيداني بن عمر يامي ـ وإبراهيم بن كيطة ) رحم الله الجميع وقد وجدوا الجثة متحللة والماء ملوثاً فاستنزفت البئر وهذا العام قبل ما يعرف بعام الزلزلة .
2ـ غيلان : في الضفة الشرقية من الوادي .
رابعاً : وادي زمام : به بئر تسمى الزماميّة في جنوبيه والوادي مسمى على القائد الرياحي الفذ ( مسعود بن زمام ) الذي كان والياً لطرابلس أيام الموحدين وقد جاء المنطقة في ذلك الزمان وقال فيه الشاعر : [ جت بزمام يوم الطبل زام ..... ارحم بطن من جابت زمام ...... تاريته زمام قارة في سماح ......لولا زمام نجع رياح راح ] ويرجح بعض الباحثين وفاته بالمنطقة لأسباب وجيهة . الآن يوجد في وادي زمام بئر ارتوازي يعرف ب ( فوار دغيج ). وزمام واد شمال غرب سوكنة على بعد حوالي 60 كيلو متراً .
خامساً : وادي الحاد وتوجد به بئران مالحتان غير عميقتين ويمكن وصفهما بأنهما أثماد . والحاد واد غرب سوكنة وهناك وديان اخرى تحمل نفس الاسم .
سادساً : الطيران ، ثلاثة أودية :
1ـ الطار الكبير به ثمدان ، كما أن على قمة أحد جباله " كردون " ولذلك يسمى أحياناً طار الكردون والكردون هو برج من الحجر أنشأه الطليان يتخذ للاستطلاع خوفاً من مهاجمة المجاهدين للعربات الإيطالية .
2ـ الطار بوجرف وبه ثمد .
3ـ ودي الخير .
سابعاً : زقّار وهو أحد أودية السوداء :
1ـ بئر الوشكة : والوشكة كانت منطقة مأهولة إلي أواسط السبعينات من القرن العشرين ثم انتقل أغلب ساكنيها إلى فرجان الذي يبعد حوالي 9 كيلو مترات جنوب غرب سوكنة بعد انشاء مشروع زراعي إستيطاني به .وقد سقط في البئر في الخمسينات أو الستينات: الصادق الماضوي .
2ـ بئر قطيفة : ويوجد بقطيفة الآن منتزه عائلي . وكذلك يوجد على قمة أحد جبال الوشكة كردون للأحباش المنضوين تحت القوات الإيطالية . وقدذكرنا سلفاً معنى الكردون .
3ـ النشبي : وبه ثمد جنوبي وادي زقار .
ثامناً :وادي الميطر : وبه بئر أم السلاق .
تاسعاً : أودية السوداء الغربية :
1ـ عسيلة : وفي وادي عسيلة بئران بقرب بعضهما أحداهما قصيرة في سفح الجبل ، والبئر الأخرى طويلة بقربه على بعد حوالي سبعين متراً .
2ـ الأحيمر : به بئر ، وقد حدث خلاف على الماء عام (1960) م بين قبيلة رياح وإحدى القبائل التي نزلت في الوادي فحدثت مشاجرة فرّ على إثرها جمع تلك القبيلة وقد أثخنوا بالجراح بينما أصيب رجل من رياح إصابات بالغة ومازال على قيد الحياة إلى الآن .
3ـ الفات : به بئر تنسب اليه فيقال [ الفاتيّة ] وهو واد غرب الأحيمر السالف الذكر .
4ـ امقتّب : وهو واد جنوب وادي زمام بئره قرب الجبل إذا انخفض ماؤها بسبب الأخذ منها للري ترى الماء وتسمعه وهو ينحدر إلى قاع البئر من شقوق في جوانبه .
5ـ ونزف : وبه بئر قصيرة حوالي مترين تشبه العين الصغيرة تسمى بئر ونزف تقع قريباَ من السلسلة الجبلية ، وهي غير ونزف التي أشرنا إليها آنفاً .
عاشراً : أودية السوداء الشرقية وبها بئران :
1ـ بئر زاكم في وادي زاكم .
2ـ بئر النص ، تقع في منتصف المسافة بين قريتي هون وودان .ولا يفوتنأ أن نذكر عين الحمام وهي على بعد حوالي ستة كيلو مترات شمالي سوكنة,كانت إلى الثمانينات من القرن العشرين تسيل بالماء في أعلى تل رملي تحفه أشجار النخيل . وسوكنة هي التي تزود المناطق القريبة بالماء بعد حفر الآبار الإرتوازية ، وقد اشتهرت في الماضي بالعيون حسبما تنقل إلينا الرواية الشفوية بالإضافة إلى مانقله البكري في كتابه المسالك والممالك .
أشكر في ختام هذا البحث من ساعدني في إعداده وهم : مبارك عطية ـ حميدة بالحاج ـ جازية الفالح ـ عبد الله مطير ـ خميس الفالح ، وقد بذلت جهدي في أن يكون مكتملاً غير أن التقصير سمة لبني آدم والحمد لله أولاً وآخراً والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
الحقوق محفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــوظة

بارك الله فيك أخى بن يوسف ... موضوع قيم جدا

نحن معشر الشباب فى الحقيقة متعطشين لمثل هذه المواضيع

والتى تعرف الشباب الصغار أصول قبيلتهم وتاريخها ... تقبل مرورى